تعريف الثّقافة والمجتمع
يختلط على الناس استخدام مصطلح الثّقافة والمجتمع، وتربط بين الثقافة والمجتمع علاقةً وثيقةً، إذ لا يوجد ثقافة دونَ مجتمعٍ، ولا يوجد مجتمع دونَ ثقافة.
الثقافة: إنّ الثّقافة تعني مجموعةُ القيم والأفكار التي يؤمن بها أعضاء جماعةٍ معيّنة، وهي المعاييرُ التي يستخدمونها في حياتهم، وجميع ما يكتسبونه في المجتمع، ويقصدُ بالقيم: الأفكار المجرّدة التي يحتفظ بها أفراد المجتمع. ويقصد بالمعايير: القواعد والمبادئ المُحدّدة لسلوك الأفراد في المجتمع، والتي يجب تنفيذها.
وتشمل الثقافة مجموعةً من المفاهيم الأسياسيّة الأخرى، كالمركزيّة الثقافيّة: والتي تعني حكمُ الفرد على الثّقافات الأخرى، بناءً على معاييرِ ثقافته. وتعني الثقافة أيضًا الثقافات المغايرة: وهي رفض بعض الأفراد أو الجماعات للقيم والمعايير الموجودة بالمجتمع. والثقافة تشمل التّشكيلاتِ الثّقافيّة: وهي سكان من عدّة جماعاتٍ يحملون خلفياتٍ ثقافيةً مختلفةً.
المجتمع: أمّا عن المجتمع، يقصدُ به مجموعةٌ كبيرة من الناس، يعيشون ويتعايشون على أرضٍ واحدة، ينشئون علاقاتٍ وسلوكياتٍ متعددةً تربط بينهم، ويحملون نفسَ الثقافة، والدّيانة، واللغة، والأعراف.
كلُّ فردٍ بالمجتمع له وظيفةٌ مخصّصةٌ تعملُ على إكمال الهيكل الاجتماعيِّ العام، إذ يُنشىء الأفراد بعضَ العلاقات سواءً كانت علاقاتٍ وثيقةً أو غيرَ رسمية داخلَ المجتمع، وتختلفُ العلاقاتُ باختلاف الدائرة الاجتماعيّة، ودرجة القرابة وبُعدها عن الفرد، فهناك العلاقات الأوليّة والتي تشمل الأسرة والعائلة والأقرباء، ثم العلاقات الثانويّة، كالأصدقاء، والثالثة تشمل زملاء العمل، والرّابعة كالجيران، والخامسة المجتمع المدنيّ، أمّا السادسة فهي العلاقات اللحظيّة العابرة، فلكل علاقةٍ اجتماعيَة إمّا حاجة معنويّة كالأهل والعائلة، أو حاجة ماديّة كزملاء العمل والمؤسسات، وجميع هذه العلاقات تُنتج البناء الاجتماعي.