إلى أي سن يمكن أن ينام الطفل بجوار أمه؟
تحرص كثير من الأمهات على اتباع النصائح الحديثة في التربية، والتي تشمل فصل الطفل في أثناء النوم في غرفته الخاصة في فترة مبكرة من عمره، أحيانًا منذ الولادة، بينما تفضل أخريات اتباع الطريقة التقليدية في إبقاء الطفل في نفس الغرفة في سرير منفصل، وأحيانًا في نفس السرير، وذلك لسهولة العناية به وإرضاعه ليلًا، وعندما يكبر الطفل معتادًا على هذا، فإن الأمر قد يستمر لفترةٍ أطول مما أردتِ.
لماذا يحب الطفل النوم في سرير والديه؟
الإجابة سهلة للغاية، فهذا يشعره بالأمان والطمأنينة، ومعظم الأطفال الذين يرفضون النوم في غرفهم تكون علتهم في الخوف، فهم يستمرون في العودة إلى سرير الأم متعللين بخوفهم من النوم بمفردهم.
تزداد حاجة الطفل إلى الإحساس بالأمان في حالة انفصال الأبوين، فخروج أحد الأبوين من الحياة مع الطفل في البيت نفسه، تجعل الطفل يشعر دائمًا بالخوف من خروج الآخر من حياته وهو عادةً الأم أيضًا، ويقاوم الطفل هذه المخاوف بالالتصاق بأمه أكثر، وخصوصًا في أثناء النوم.
إلى أي سن يمكن أن يستمر الطفل في النوم بجوارِ أمه؟
في الواقع إذا لم تتخذ الأم تدبيرات لتغيير الوضع، فيمكن أن يستمر ذلك إلى سن البلوغ، حتى يتخذ الطفل القرار بنفسه لشعوره بالاستقلالية ولحاجته إلى مزيدٍ من الخصوصية، ويتم الانتقال عادةً بسلاسة ودون الحاجة إلى أي تدابير من جهة الأم.
هل يمكن أن يستمر نوم الطفل بجوار والديه لسن البلوغ؟
بالطبع لا يستقيم هذا أبدًا، إلا إذا تخلى الأبوان عن علاقتهما الحميمة في السرير كليًّا بعد بلوغ الطفل سن التمييز وهو من 6 إلى 7 سنوات، فغالبًا ما يسعى الأبوان لنقل الطفل إلى غرفته في سن مبكرة عن سن المدرسة.
كيف يمكن نقل طفلك إلى غرفته وبصورة سلسة؟
يمكنك القيام بذلك باتباع خطوات محددة:
1. تحدثي إليه:
تكلمي مع طفلك بوضوح عن الممارسات المناسبة لسنه، ومنها نومه في غرفته المنفصلة، اجعليه يؤمن بضرورة ذلك حتى يكون القرار قراره.
2. أعطيه صلاحيات خاصة في غرفته:
ساعديه على القيام بتغييرات معينة في غرفته لجعله يشعر بألفة وحميمية أكثر فيها، يمكن أن يشمل ذلك تخصيص ركن للألعاب المفضلة له، أو تعليق بوستر لشخصيته الكرتونية المفضلة.
3. اجعلي الانتقال إلى غرفته تدريجيًّا:
يمكن مبدئيًّا أن ينتقل الطفل للنوم في غرفته ليلًا على أن يأتي لسريرك إذا احتاج ذلك في أثناء الليل، وكذلك تخصيص مرتبة صغيرة على الأرض في غرفتك، بحيث يشاركك الغرفة وليس السرير، وكوني حازمة في تطبيق هذه القواعد.
3. رتبي لاجتماعات أسرية في السرير:
لا مانع إطلاقًا من جمع طفلكِ معك ومع زوجك في السرير من آن لآخر بناءً على دعوةٍ خاصةٍ منك في سهرة أسرية حميمية، يمكنكم مشاهدة التلفزيون معًا، وأيضًا الحديث والسمر، ففي النهاية يجب أن تظل الممارسات الأبوية والعلاقات الأسرية ذات طابعٍ خاص.