عبقرية زوسكيند
الرواية بلا شكّ تُصيبُ قارئها بالذهول، ستقف وتصفِّق طويلًا لعبقرية زوسكيند فهو لم يترك تفصيلًا إلّا وذكره وشرح جزيئات رائحته بشكلٍ مبهر، حتى طريقة صنعه لشخصية بطل الرواية كانت مذهلة فغرونوي الصامت القبيح المليء بالندوب يتدّرج نفسيًا وجسديًا في جميع مراحل حياته ليصبح قاتلًا عبقريًا هدفه صنع عطر هو نفسه لا يعرفه.
الرواية كما ذكرت غنية بالتفاصيل الروائح والشرح عن آليات تصنيع العطور وكيفية استخراجها من الأجساد، تقنيات قديمة ومعقدة أسهب زوسكيند في وصفها بشكلٍ لا يُملُّ منه أبدًا.
هناك مشاهد تقرأها في الرواية وكأنَّك تُشاهد شاشة سينما عملاقة كمشهد محاكمة غرونوي وسيطرته على الحشد، أيضًا مشهد نهاية الرواية الذي أبدع زوسكيند برسم تفاصيله.
الجدير بالذكر أنَّ هذه الرواية العبقرية والتي حققت أعلى المبيعات في العالم كانت باكورة أعمال الكاتب و قد تحولت إلى فيلم يحمل نفس الاسم عام 2006.