مؤشرات النمط السردي

مؤشرات النمط السردي

مؤشرات النمط السردي

الأنماط الأدبية
تتعدّد الأنماط الأدبية في اللغة العربية، ومما هو معروف أنّ الأنماط الأدبية تعني: الطريقة التي يختارها الكاتب ليعبّر عن أفكاره في النصوص، ولكل نمط من أنماط النصوص خصائصه ومميزاته التي تميزه عن غيره من الأنماط الأخرى، ولكل نمط مؤشراته، فعلى سبيل المثال مؤشرات النمط السردي تختلف عن مؤشرات نمط آخر، والأنماط الأدبية المتعارف عليها، والشائعة بين الكتّاب هي: النمط الوصفي، والنمط السردي، والنمط البرهاني، والنمط الإيعازي، والنمط التفسيري. وقد يقترح البعض من المختصين بهذا المجال بعض الأنماط الأخرى التي يستنتجونها من خلال طريقة عرض الكاتب لأفكاره وآرائه في النص مثل النمط الإبداعي، أو النمط الحواري. ولكن الأنماط الخمسة المذكورة أوّلًا هي الأكثر شيوعًأ وانتشارًا.[١]
تعريف النمط السردي
ممّا يمكن قوله في تعريف النمط السردي أنه يتولى مهمة الإخبار عن الأحداث ونقلها، وذلك من خلال استعمال اللغة أو التصوير أو غيرهما من وسائل التعبير، وللتعبير عن هذا النمط يلجأ الكاتب إلى عرض مجموعة من الأحداث وفق تسلسل زمني، مرتبط بالشخصيات التي تقوم بالأدوار المناسبة للتسلسل الزمني والمكاني، وذلك كله ضمن موضوع واحد، وإن تعددت الأحداث والمواقف، ومن المهم أن يكون في هذا النص ذي النمط السردي مغزًى وعبرة يستفيد منها القارئ.[٢]
وأكثر ما يكون هذا النمط السردي موجودًا في القصص والروايات والسيرة الذاتية والغيرية، وغيرها من الأنواع الأدبية التي تعتمد على نقل مجموعة وقائع وأحداث زمانية ومكانية، ولا يمكن لأحد إغفال مؤشرات النمط السردي وما لها من دور في مساعدة القارئ على تحديد نمط النص وتمييزه من غيره من الأنماط، وهذا ما سيُعرَض في ما هو آتٍ من المقال.[٢]
مؤشرات النمط السردي
بعد التعريف بالأنماط الأدبية عمومًا، وذِكر تعريف للنمط السردي وخصائصه وأبرز مواضع استخدامه، لا بُدّ للقارئ من الاطلاع على مؤشرات النمط السردي، والدلائل التي تؤكّد أنّ الكاتب قد اختار النمط السردي في نصه، وهذه المؤشرات كثيرة ومتعددة ولعلّ أكثرها وضوحًا في النصوص الأدبية ذات النمط السردي هي:[٣]
يغلب على النمط السردي استعمال الجملة الفعلية، وأكثر ما تكون هذه الجملة الفعلية مبدوءةً بفعل ماضٍ؛ إذ إنّ الكاتب يسرد أحداثًا حصلت وانتهت، وهذا الفعل الماضي هو المناسب لسرد الأحداث.
تتطوّر الأحداث وتتنامى أفقيًّا أو عموديًّا، ويغلب عليها التنامي الأفقي؛ أي على الوتير نفسها، وعلى الخط نفسه.
يُكثر الكاتب الذي يلجأ إلى النمط السردي من استخدام الكلمات الدالة على الزمان وعلى المكان، مثل الظروف الزمانية والمكانية، والألفاظ الشائعة التي تُستخدم لمثل هذا الغرض.
يبتعد النمط السردي عن الأسلوب الإنشائيّ وما فيه من طلب أو استفهام، ويغلب عليه الأسلوب الخبري التقريري؛ إذ إن الكاتب يخبر القراء عمّا حصل من أحداث وتفاصيل ووقائع، وهذا الأسلوب الخبري يتناسب تناسبًا كبيرًا مع الغرض الأساسي من النمط السردي، ويُعدّ استخدام الأسلوب الخبري من إحدى مؤشرات النمط السردي المهمة، ولعله الأكثر وضوحًا في النصوص ذات النمط السردي، إلا أنّ هذا لا يعني أنّ الكاتب لا يستخدم الأسلوب الإنشائي على الإطلاق، إنما المقصود أنّ الغلبة والسيطرة للأسلوب الخبري.

m2pack.biz