ما هو كتاب الأغاني؟

ما هو كتاب الأغاني؟

ما هو كتاب الأغاني؟

وصل الغناء أوجه في العصر العباسي الأول، ولمّا اكتمل هذا الفن ونضج، قام مجموعة من الورّاقين بوضع كتاب في الغناء ونسبوه إلى اسحق بن ابراهيم الموصلي، ولكن كانت فائدته قليلة. ولذلك عُهٍد إلى أبي الفرج الأصفهاني بتأليف كتاب في فنّ الغناء العربي ليخلّد فيه أصوله وأشهر ألحانه، وكان هذا باعثه لتأليف الكتاب. وقد قال عنه ابن خلدون في مقدمته: “جمع فيه أخبار العرب وأشعارهم، وأنسابهم، ودولهم، وجعل مبناه على الغناء في المائة صوت التي اختارها المغنون للرشيد، فاستوعب ذلك أتم استيعاب وأوفاه. ولعمري إنه ديوان العرب، وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن من فنون الشعر والتاريخ والغناء وسائر الأحوال، ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه، وهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها، وأنى له بها”.[٢]
يعدّ الغناء المضوع الرئيس لكتاب الأغاني، فقد صدّره الأصفهاني بذكر المائة صوت للرشيد، ولم يكن هذا محتواه الوحيد، بل أتبعها الأصفهاني بثروة ضخمة من العلم والمعرفة من خلال اتّباعه منه الاستطراد، فهو يتحدث عن الصوت المختار، ثم الشعر المرتبط به، ثم مناسبة الأشعار، ويستطرد في ذكر المناسبة، وقد يذكر ممن خلالها الأنساب، وأخبار القبائل والفتن الطائفيّة، وحياة البادية وعاداتها وتقاليدها. بالإضافة إلى حياة الحضر وما فيها من قصر وبذخ وعادات أهلها واحتفالاتهم، وبهذا يكون قد توغّل في دروب المجتمع، وصوّره من خلال ما عرضه من من وصف قصصي ونوادر وأخبار.[٣]

m2pack.biz