تعريف الاستعارة
إنّ الحديث عن الاستعارة بشكلٍ عامّ، وعن شرح الاستعارة التصريحية بشكلٍ خاصّ يتطلب من الباحث بادئ ذي بدء أن يعرف ما هو تعريف الاستعارة في علم البلاغة، وفي تعريف الاستعارة ورد كثير من الآراء وكلها تصل إلى الفكرة نفسها وهي أن الاستعارة: هي مجاز وعلاقته المشابهة، وهذا يدلّ على أن أصل الاستعارة هو التشبيه، ولكن هذا التشبيه حُذف أحد طرفيه؛ أي إما المشبه أو المشبه به، إضافة إلى حذف وجه الشبة والأداة.[٢]
أي يمكن القول إنها تشبيه بليغ حُذف أحد طرفيه، ومما هو جدير بالذكر أن المشبه يُسمى مستعارًا له، والمشبه به يسمى مستعارًا منه، ومن الأمثلة التي يمكن عرضها قبل الحديث عن شرح الاستعارة التصريحية، ليكون تعريف الاستعارة واضحًا، قول أحدهم: “ليلى كالقمر في جمالها” ثم يحذف وجه الشبه، فيصير: ليلى كالقمر، وبعد حذف الأداة تصبح “ليلى قمر” وبهذا يبقى المشبه والمشبه به، ويحذف أحدهما فيقال: “رأيت قمرًا” وإن حذف أحد الطرفين هو الذي يؤثر على نوع الاستعارة كما سيتبين في شرح الاستعارة التصريحية في الفقرة الآتية.[٢]