مكونات الخطاب السردي
بعد تعريف السرد وتعريف الرؤية السرديّة، لا بدّ من المرور على مكونات الخطاب السردي، ويتألّف الخطاب السردي أو النصّ السردي بشكلٍ عامّ من عدة مكونات ضرورية لكمال النص، وهذه المكونات هي:
السرد: وهو -كما وردَ سابقًا- الكيفية التي تُروى بها القصة أو هو الطريقة التي يُحكى بها النصّ السردي، وهي مختلفة بين كاتب وآخر وفقًا لعوامل عدّة، من بينها:
زاوية رؤية الكاتب.
حضور الكاتب في النص من خلال معجمه اللغوي الخاص، فتعدد الكتّاب في نصّ واحد سيحدث تعددًا في طريقة السرد في النص.
الشخصية الحكائية: وهي مكوّن رئيس من مكونات الخطاب السردي، فلا يمكن كتابة رواية دون شخصيات، فالشخصية هي محور كلّ عمل سردي، فالصلّة وثيقة جدًّا بين شخصيات النص السردي والحدث المقصود في النص السردي.
الفضاء الحكائي: وهو المكانُ الذي يختارُه السارد أو الكاتب لإجراء أحداث روايتِهِ أو قصّته فيه، وهو عنصر مهم جدًّا من عناصر الخطاب السردي، فتحديد المكان الذي قامت به أحداث النص السردي يجعل احتمال حدوث النصّ في الحقيقة كبيرًا جدًّا، فالمكان يُخرج النص من الحروف إلى الصورة العينيّة في ذهن القارئ عندما يفتح خياله لتصوّر أحداث النص في الفضاء الحكائي المحدد.
الزمن الحكائي: وهو الزمن الذي يختارُهُ الكاتب لتدور به أحداث قصتهِ وهو ضروري أيضًا لإتمام صورة الحدث في ذهن القارئ، فلا يمكن أن تدور أحداث قصة أو رواية دون ذكر زمن هذه الأحداث، ويجب أن يكون التسلسل الزمني بين الأحداث في النص منطقيًّا ومعقولًا.
الوصف في الحكي: وهذا يعتمد على خيال الكاتب، فالتجميل في الوصف والتشويق في وصف أدق تفاصيل الحدث يجذب القارئ وهذه وظيفة الوصف الجمالية، أما وظيفتُهُ التفسيرية فتكمن في تفسير كثير من الأشياء التي تحتاج أن يتم تناول أدق تفاصيلها لتكون واضحة تمام الوضوح.[٢].