الرؤية السردية
بعد ما وردَ تعريف السرد في اللغة العربية، لا بدّ من المرور بالرؤية السردية مرورًا تفصيليًّا؛ لأنها مرتبطة بالسرد ارتباطًا وثيقًا، حيث إنّ الرؤية السردية هي مفهوم نقدي يتناول الخطاب السردي أو يتناول الطريقة التي اتبعها الكاتب في سرد أحداث قصتِهِ أو روايتِهِ، فالرؤية السردية تُعنى بالمكونات الخاصّة بالنص المسرود من حيث الشخصيات والأحداث والحبكة الأساسية في النَّصّ وما شابه ذلك، وينقسم مفهوم الرؤية السردية النقدي إلى ثلاثة أقسام، وهي:
الرؤية من الخلف: ويمكن تعريف هذا القسم من الرؤية السردية على أنّه قدرة الكاتب أو السارد على معرفة مشاعر وأحاسيس شخصياتِهِ التي ابتكرها في نصّه، فهو العارف الوحيد بكلِّ خفاياهم وهو الكاشف الوحيد لما يدور في خلجات نفوسهم.
الرؤية المصاحبة أو الملازمة: يحضر في هذه الرؤية التساوي بين مقدار معرفة الكاتب للأحداث في النص ومقدار معرفة شخصياتِهِ التي ابتكرها للأحداث في النصِّ، فهو وشخصياتُه في المستوى نفسه من حيث معرفة أحداث القصة أو الرواية.
الرؤية من الخارج: أمّا في هذه الرؤيا فتكون معرفة الكاتب قليلة أمام معرفة شخصياتِهِ لأحداث النص، فبالرغم أنّه الكاتب إلّا أنّه أقل علمًا بالأحداث من الشخصيات التي ابتكرها. [١].