الشعر في العصر العباسي
عندما ضعفت الخلافة العباسية ازدادَ عدد العواصم التي حاولت أن تحتضنَ الأدباء والشعراء وتشجهعم على إنتاج الأدب؛ فقد ظهرت حلب وبخارى وسمرقند إلى جانب بغداد؛ ممّا أدّى إلى أن يطرأ تغيّرات ٍعديدةٍ على الشعر، فقد قويت فيه مواضيع معيّنة وضعفت فيه مواضيع أخرى، كما ظهرت فيه أغراض شعريّة لم تُعرف من قبل، بالإضافة إلى تغيُّر معانيه وألفاظه وصوره وأخيلته، وقد ضعف الشعر السياسي والحماسي والشعر الذي يهتمّ بالغزل العذري، في حين ازداد صيت شعر المدح والفخر والعتاب والحكمة والبطولة، وكان ذلك على يدّ الشاعر المتنبي، الذي اكتسب فيضًا هائلًا من جميع أنواع الشعر والأدب في العصر العباسي من خلال تنقّله وترحاله في أصقاع العالم العربي والإسلامي بأسره، واطلاعه على بعض الكتب المترجمة التي تخص الإغريق والرومان، كما بلغ الشعرالفلسفي شهرة واسعة على يد أبي العلاء المعري، وشاع شعر المجون والزهد، فكان ذلك من أهم مظاهر الأدب في العصر العباسي.[٢]