شعر حر عن الصديق
قد كنت دوماً حين يجمعنا النّدى خلّاً وفيّاً والجوانح شاكره والوم أشعر فى قرارة خاطري أنّ الذي قد كان أصبح نادره لا تحسبوا أنّ الصداقة لقْيَة بين الأحبّة أو ولائم عامره إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى كالقلب للرّئتين ينبض هادره استلهم الإيمان من عتباتها ويظلّني كرم الإله ونائره يا أيّها الخلّ الوفيُّ تلطفاً قد كانت الألفاظ عنك لقاصره وكبا جواد الشّعر يخذل همّتي ولربّما خذل الجوادُ مناصِرَهْ.
يئست من الصّداقة منك لمّا تمادى منك إعراضٌ وثيق ومن عجب الزّمان إذا اعتبرنا خليل ما يجي منه صديق.
إِذا ما صديقيْ رابني سوءُ فعلهِ ولم يكُ عمّا رابني بمفيقِ صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ صارَ أحظى من الصّديقِ العتيقِ ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ صارَ بعد الطّريقِ خيرَ رفيق
وإِذا الصّديقُ رأيتَهُ متملقاً فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنّب لا خيرَ في امرئٍ متملّقٍ حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ واخترْ قرينَكَ واْطفيه تفاخراً إِنّ القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ.
فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به إِنّ الهجاءَ لمبوءٌ بتشبيبِ والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيبِ. واستبقِ ودِّك للصديقِ ولا تكنْ قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا واليأسُ ممّا فاتَ يعقبُ راحةً ولربّ مطعمةٍ تعودُ ذُباحا.
أغمضُ عيني عن صديقي كأنّني لديه بما يأتي من القبحِ جاهلُ وما بي جهلٌ غير أنّ خليقتي تطيقُ احتمالَ الكرهِ فيما أحاولُ.
إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ ومن يُعْدِمْ أخوه على غناهُ فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ ومن جعلَ السّخاءَ لأقربيهِ فليس بعارفٍ طرقَ السّخاءِ