ما هو الاكتشاف الاول الذي منحت من اجله جائزة نوبل الاولى
هل تساءلت يومًا عن الاكتشاف (او الإختراع) الذي مُنحت عنه جائزة نوبل للمرة الأولى؟
في عام 1901 منح ملك السويد العالمَ الألمانيَّ “ويلهلم رونتغن” جائزة نوبل للفيزياء عن إكتشافه لنوع جديد وغامض من الأشعة.
حيث أن في نهاية القرن التاسع عشر تحول هوس المجتمع البشري من السحر الى الاختراعات والاكتشافات الكهربائية والمغناطيسية الجديدة، ومن أبرز الاكتشافات التي شغلت المجتمع في تلك الحقبة كانت “الأشعة الكاثودية” (وهي عبارة عن حزمة من الالكترونات في الفراغ يمكن حرف مسارها بواسطة مغناطيس).
مدفوعًا بشغفه بهذه الأشعة قام “رونتغن” بالتلاعب بهذا الأشعة، حيث وضعها داخل صندوق زجاجي مفرغ من الهواء ومغلق يقابل جهته المغلقة ورق مقوى فلوري (الفلورية هي ظاهرة إنبعاث الضوء من بعض المواد عندما تتعرض للضوء أو لأشعة كهرومغناطيسية).
ما فاجئ “رونتغن” هو أنَّ نوعًا من الطاقة قد إجتاز الحاجز وأحدث ومضات مضيئة في الورق الفلوري، وبعد البحث أيْقَن “رونتغن” أنه إكتشف نوعًا جديدًا مِنَ الأشعة تستطيع إختراق الأجسام، وقد أطلق عليها – رُبَما حزرتم ذلك مسبقًا – “X-Rays”.
لَكن هناك سؤال بقي يثير الحيرة عند “رونتغن” فهو وزوجته “آنا” قاموا بالعديد من التجارب بواسطة الأشعة الكاثودية، ولم يصادفهم في أي مرة أنْ أشعة تمكنت من أختراق الأجسام، إذاً لِماذا هذه المرة بالذات؟، وكيف تَولدت ال “X-Rays”؟
أشعة الكاثود هي حزم من الالكترونات بطاقة عالية محتجزة داخل صندوق زجاجي مفرغ من الهواء، عندنا تصطدم هذه الالكترونات بالزجاج فسيؤدي هذا إلى تحفيز ذراته فتقوم الأخيرة بإطلاق الفوتونات ما كان يجهله “رونتغن” في ذلك الوقت أن للفوتونات أطوالا موجية مختلفة تبعًا لإختلاف مستوى الطاقة في كل منها فمثلًا للفوتونات الزرق مستوى طاقة يساوي تقريبًا ضعف مستوى الطاقة للفوتونات الحمر لكن ما حدث هو عند استخدام الأشعة الكاثودية بفولطية عالية، فإن الالكترونات ستصطدم بالزجاج بطاقةٍ عاليةٍ جدًا مطلقةً نوعًا جديدًا مِنَ الفوتونات ذات مستوى طاقة عالي ألا وهي ال “X-Rays”.
اليوم وبما أن ال”X-Rays” أصبحت من أهم التطبيقات التي نستخدمها، فعلينا جميعا أن نظهر الإحترام لهذا الشخص الذي كان يملك الشجاعة للتلاعب بأشعة غامضة كان يراقبها وهي تخترق الصندوق الزجاجي المغلق ولم يردعه هذا من مواصلة البحث، فعلا لقد استحق جائزة نوبل الأولى وبجدارة.