عوامل التعرية الريحية
عملية التعرية
تعرَّف عملية التعرية على أنَّها العملية الجيولوجية التي يتم فيها تهديم المواد الترابية ونقلها بواسطة القوى الطبيعية مثل الرياح أو الماء، وعملية التعرية هي عكس عملية الترسيب وهي العملية التي يتم فيها ترسيب المواد الترابية أو تراكمها على سطح الأرض، وتتم معظم عمليات التعرية عن طريق عوامل التعرية الريحية وعوامل التعرية المائية، ويشير اللون البني إلى أن أجزاءً من الصخور والتربة عالقة في الهواء أو الماء حيث يتم نقلها من مكان إلى آخر وتسمى هذه المواد المنقولة بالرواسب.[١]
عوامل التعرية الريحية
يكون لعوامل التعرية الريحية في المناطق القاحلة والصحراوية الأثر الأكبر في عملية التعرية عن طريق حملها لحبيبات الرمال من مكان لآخر، كما أن سطوح الكثبان الرملية غير المتماسكة مع بعضها البعض أو تلك التي لا يحميها غطاء نباتي تكون عرضة لعوامل التعرية الريحية، وعن طريق عملية السفع الرملي للأشكال الأرضية تتآكل الصخور ثم يتم تعريتها بواسطة الرياح، وتعمل حركة الرياح على نقل المواد المتآكلة فوق أو على سطح الأرض، إما عن طريق التدفق المضطرب حيث تتحرك الجزيئات في كل الجهات أو عن طريق التدفق الصفحي حيث تتحرك الجزيئات على شكل صفائح مجاورة لبعضها البعض، وتستمر عملية نقل المواد المتآكلة عبر عوامل التعرية الريحية إلى أن تصبح سرعة الرياح غير قادرة على تحمل حجم الحبيبات التي يتم نقلها أو حتى تصطدم الحبيبات المحمولة أو تتشبث بسطح ما عندها تتم عملية الترسيب لهذه الحبيبات[٢]، ومن بين أكثر الأمثلة ذات النتائج التدميرية على عملية التعرية بواسطة الرياح عواصف الغبار التى حدثت في الثلاثينيات في أمريكا الشمالية، بعد سنوات من الجفاف وسوء الإدارة الزراعية تلاشت ملايين الأطنان من التربة السطحية القيمة بسبب الرياح القوية فيما أصبح يعرف باسم “العواصف الثلجية السوداء”، وقد دمرت هذه العواصف الرملية الاقتصادات المحلية، مما أجبر الآلاف من الناس الذين اعتمدوا على الزراعة كمصدر أساسي للعيش على الهجرة.[١]
عوامل التعرية المائية
تلعب عوامل التعرية المائية دورًا كبيرًا في تآكل الصخور لأنها تنقل المواد الناتجة من عملية التجوية بعيدًا عن مصدرها الأساسي، وتعرف عملية تكسير الصخور والتربة وتفتيتها إلى أجزاء أصغر باسم التجوية أما عملية نقل هذه المواد هو ما يعرف بالتعرية على الرغم من أن عملية التجوية تلعب دورًا مهما في التعرية، إلا أنهما تعدان عمليتين جيولوجيتين منفصلتين عن بعضهما البعض، وتلعب المياه المتحركة مثل التيارات المائية في الأنهار والمحيطات دورًا رئيسيًا أيضًا لأنها تنقل مواد الأرض من مكان إلى آخر، الأمر الذي يؤدي إلى تغير لون الأنهار بسبب الكميات الكبيرة من الرواسب التي تحملها وهي تجري في طريقها إلى البحر، وبمجرد ترسب هذه الجزيئات وتراكمها في مكان جديد تحدث عملية الترسيب، وتؤدي عمليات الترسيب المائية إلى تغيير تضارييس سطح الأرض عن طريق تشكيل سواحل جديدة أو زيادة مساحة السواحل الموجودة اصلًا.[٣]