شرح معلقة “امرؤ القيس” من 70 إلى 75
أَصَاحِ تَرَى بَرْقًا أُرِيْكَ وَمِيْضَهُ كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
يقول: يا صاحبي إن كنت قد رأيت برقًا فتعال أريك لمعانه وتألقه في سحاب متراكم يشبه برقه تحريك اليدين.
يُضِيءُ سَنَاهُ أو مَصَابِيحُ رَاهِبٍ أَمَالَ السَّلِيطَ بالذَّبَالِ المُفَتَّلِ
يقول: هذا البرق يتلألأ ضوؤه كمصابيح الرهبان التي يصب عليها الزيت فتضيء.
السنا: الضوء.
السليط: الزيت.
الذبال: جمع ذبالة وهي الفتيلة.
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بين ضَارِجٍ وبين العُذَيِبِ بعدما متأمل
يقول: قعدت وأصحابي أنظر للسحاب بين هذين المكانين أرقب مطره وأناظر برقه.
ضارج، العذيب: موضعان.
عَلَى قَطْنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِهِ وَأَيْسَرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُلِ
يقول: على يمين هذا السحاب على قطن، وأيسره على الستار ويذبل قد نزل المطر وانهمر فلا يكاد يرى تلك الأماكن.
القطن، الستار، يذبل: جبال.
الصوب: المطر.
الشيم: النظر إلى البرق مع ترقب المطر.
فَأَضْحَى يَسُحُّ الماء حول كُتَيْفَةٍ يَكُبُّ عَلَى الأذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
يقول: أضحى هذا الغيث يصب الماء فوق كتيفة، ويلقي الأشجار العظام من كنهبل على رؤوسها.
الكب: إلقاء الشيء على وجهه.
الدوحة: الشجرة العظيمة.
الكنهبل: ضرب من شجر البادية.
وَمَرَّ عَلَى القَنَانِ مِنْ نَفَيَانِه فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كِلِّ مَنْزِلِ
يقول: من هول هذا المطر كان ما يتطاير منه ينزل على جبل القنان، فيلقي بالوعل من على هذا الجبل.
القنان: اسم جبل لبني أسد.
النفيان: ما يتطاير من القطر.
العصم: الوعل الذي في يده بياض.