الكرسي ، ويتبين لك من هذين المثالين أن النسبة الأولي تكون بالعمق فقط ، والنسبة الثانيه تكون بالعرض والعمق جمعيا، أعني أن الأولي تقع بين الكليين والجزئيين ، وهو بالعمق أشبه ، والثانيه تقع بالعرض في الجزئيين ، وقد تقع بين الكليين والجزائريين أيضا .
وأما الداله التي تقع في المظالم والأمور القسميه فهي بالنسبه المسلحين أشبه .
وذلك أن الإنسان متي كان علي نسبه من إنسان آخر ، فأبطل هذه النسبه بحيف أو ضرر يلحقه به، فإن العداله توجب أن يلحق به ضرر مثله ليعود التناسب إلي ماكان عليه .
فالعادل من شأنه أن يساوي بين الاشياء الغير متساويه.
مثال ذلك أن الحظ إذا قسم بقسمين غير متساويين نقص من الزائد، وزاد علي الناقص حتي يحصل له التساوي ، ويذهب عنه معني القله والكثرة ، ومعني الزيادة والنقصان وكذلك الخفه والثقل وجميع ما أشبه ذلك .
ولكن ينبغي أن يكون عالما بطبيعه الوسط، حتي يمكنه أن يرد الطرفين إليه مثال ذلك الربح والخسران ، فإنها في باب المعاملات طرفان أحدهما زياده والآخر نقصان ، فإذا أخذ أقل مما يجب صار إلي جانب النقصان ، وإن أخذ أكثر مما يجب كان خارجا إلي جانب الزيادة .