خاص “لها”: المرأة العربية محور “ملتقى بيروت السينمائي” الذي يجتاز بفيلمين… واثنان تحت الرقابة
[caption align="aligncenter"]خاص ‘لها’.. المرأة العربية محور ‘ملتقى بيروت السينمائي’ الذي يجتاز بفيلمين… واثنان تحت الرقابة[/caption]من أجل صناعة سينمائية لبنانية، من أجل كتابة سيناريو يستحق أن يتدرّج ليصبح فيلماً سينمائياً، ومن أجل تمثيل واقعنا وارتباطنا ببيئتنا العربية، كان “ملتقى بيروت السينمائي” بدورته الثالثة. الملتقى الذي يهدف إلى إنتاج وصناعة السينما، وتحوّل منصةً عربية للإنتاج المشترك، لا تقتصر فكرته على عرض الأفلام فحسب، بل يهتم أيضاً بالسينما التي تجسّد واقعنا. وتلفت مبرمِجة عروض بيروت السينمائية زينة صفير إلى أهمية السيناريو، المادة الأساسية لصناعة فيلم، وإلى مؤسسة سينما لبنان التي تنظّم ورشات عمل ضمن الملتقى حول “كتابة السيناريو”، تلك المادة الضعيفة في السينما اللبنانية، لذلك استُعين بخبراء للتدريب على كيفية سرد القصة، إلى جانب فن رواية القصة عبر الكاميرا. وتشير صفير إلى أن أهمية المهرجان تكمن في أننا نقدم أعمالاً مشتركة تكون بمثابة منصة عربية، فننظم كل سنتين مهرجان “أيام بيروت السينمائية”، ولكن بما أنه لا يمكن رَكن بعض الأفلام على الرف لسنتين، كان ملتقى بيروت السينمائي، كما ستُعرض في الملتقى أفلام هي بمثابة قصص ناجحة خرجت من رحم هذا الملتقى، مثلاً: فيلم “على كف عفريت” شارك في العام 2015 كمشروع ورقي، واليوم يشارك كفيلم خرج إلى النور… والمخرجة اللبنانية رنا عيد التي تشارك بفيلمها اللبناني الذي لا نعلم ما إذا كان سيُعرض أم لا، لأنه يخوض في تفاصيل الحرب اللبنانية، عندما فازت هذه المخرجة بجائزة “إنجاز” أكملت فيلمها، وبالتالي اختيرت تلقائياً للمنافسة ضمن مهرجان دبي السينمائي، كما عُرض الفيلم في مهرجان لوكارنو. وتضيف صفير أنه عند تنظيم المهرجان، توجَّه دعوات إلى مديري المهرجانات، وتأتي مشاركتهم لاختيار أفلام تمثّل بلادهم وتجسّد واقعنا. مثلاً، سيحضر مدير مهرجان كارلو فيفاري للسينما، لأنه يرغب في الدخول إلى العالم العربي، وسيختار مشاريع وأفلاماً يعرضها عنده. وتستطرد قائلةً: “العروض مع حضور المخرجين تستقطب الصحافة، وبالتالي لا يقتصر المهرجان على مادة الصناعة السينمائية فقط، لذا نحلم بأن نُحدث نهضة سينمائية في لبنان”. ورداً على سؤال حول عرض فيلم Panoptic لرنا عيد في دبي، وإخضاعه للرقابة في لبنان إلى حين أن يتّخذ الأمن العام اللبناني قراراً في شأنه، توضح صفير: “نثق بوزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق وبالأمن العام اللبناني، ونتمنى أن يُعرض الفيلم ضمن فعاليات المهرجان، إلا أننا في لبنان وللأسف نتغنّى بالحرية، لكن في مهرجان دبي السينمائي لا تخضع الأفلام للرقابة، والمدير الفني هو المسؤول عن اختيار الأفلام، وفي حال عدم استيفائها شروط المهرجان لا تُعرض، أما جواب الأمن العام اللبناني، فكان إذا سُمح بعرض كل الأفلام، فكيف سيتمكنّون من ضبط هذه المهرجانات؟ وخلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد في فندق the SmallVille، تم التطرق إلى عملية توزيع الأفلام اللبنانية والعربية في صالات السينما اللبنانية، إذ إن صالات العرض تُمهل الفيلم اللبناني أو العربي أسبوعاً واحداً، ولكنْ ثمة أفلام لا ترقى الى مستوى السينما، بل هي محض تجارية يستمر عرضها لأكثر من ثمانية أشهر، وتعلّق صفير على هذه المسألة قائلةً: “لن أتّهم صالات العرض بمحاربة الأفلام العربية واللبنانية، إلا أنها لا تسمح بعرض هذه الأفلام لأكثر من أسبوع مثلاً”. وتتابع: “المشكلة لا تقتصر على الأفلام السينمائية التجارية فقط، بل هي تطاول أيضاً الأعمال التي تُعرض على شاشات التلفزة اللبنانية ويتخللها الكثير من الابتذال”! مؤكدةً: “خلال المؤتمر لم أتحدث عن الأفلام التي ستُعرض، بل أردت إطلاع الناس على قيمة هذه الأفلام، وإذا كان روّاد السينما يعشقون الأفلام الهوليوودية والأوروبية، نحن أيضاً يهمّنا أن نشاهد أفلاماً تمثّل مجتمعاتنا”. وتستطرد صفير قائلةً: “البعض يعتقد أن المنتج هو مموّل الفيلم ويدفع من جيبه لتسويقه، إلا أن دوره مختلف تماماً بحيث يدرك كيف يقدّم العمل للمؤسسات التي يهمّها هذا النوع من الأفلام ويقنعها بأفكاره التي يدافع عنها… هو محامي العمل، كما أنه يتقاضى أجراً، وينظم طريقة العمل لإيصال الفكرة”. وللمصادفة، سيعرض المهرجان أفلاماً أربعة هي: “على كف عفريت”، “واجب”، السعداء” و Panoptic لمخرجات نساء. يذكر أن الدورة الثالثة ل “ملتقى بيروت السينمائي” هي مبادرة تُتيح الفرصة أمام مجموعة من المخرجين العرب المستقلّين للالتقاء بعدد من المحترفين العرب والأجانب في مجال صناعة السينما، وذلك بهدف تعزيز العلاقات وتشجيع الإنتاجات المشتركة في ما بينهم.
]]>