إدارة التغيير 1من اصل2

إدارة التغيير 1من اصل2

إدارة التغيير 1من اصل2 (2)

الاهتمام بإدارة التغير وفق النظم هو الموضوع الرئيسي الثالث في کتاب ممارسة الإدارة The Practice of Management الذي عبر فيه درگر عن أن منشأة الأعمال متفردة لأنها «صمت الإنتاج التغيير»، أما المؤسسات الاجتماعية الماضية فقد بنيت للمحافظة على الإستمرارية، حيث قال فيما بعد: ” كان التغيير يعتبر في القسم الأعظم من التاريخ مصيبة على ثبات أهداف الجهود البشرية المنظمة. لقد كان الغرض الوحيد لجميع مؤسسات الناس الاجتماعية خلال آلاف السنين هو منع اندفاع التغيير، أو التخفيف من سرعته على الأقل ” .
كان من أبرز اهتمامات درگر في أوائل كتبه ، كما عرضت ، الموضوع السياسي للتحديث المؤسساتي القائم على التوفيق بين ادعاءات الماضي التي كانت فيها القوى الاجتماعية تفرض مستقبلاً مختلفاً للمؤسسات. ولقد طبق دركر المبدأ ذاته على الشركة الحديثة مع اعترافه بعدم كفاية القدرات المطلوبة أصلاً لتحقيق النجاح في المستقبل ، ولذلك فإن أية إدارة تريد البقاء كانت مضطرة للعمل بنفس الوقت ضمن حالتها الراهنة اليوم والحالة التي ستصبح عليها في الغد . وإذا ما أريد لعملية التغيير وفق هذه النظم أن تنجح في تعديل التوجهات الخارجية فإن عليها أن تخلق مجموعة جديدة من الالتزامات والقدرات والصيغ التنظيمية .
ليس أمام الشركة من خيار إلا أن تركز على المستقبل وذلك بسبب اختبار السوق الذي يفترض مسبقاً أن الزبون يريد إشباع حاجته . وعلى الرغم من الحاجة الملحة إلى التغيير فإن هناك تناقض ظاهرياً كما بين درگر في نظام منشأة الأعمال ، فمن الناحية الأولى كان رجال الأعمال هم الثوريون الاجتماعيون الصامتون في مجال التغيير الاجتماعي الذين يقومون بتغيير البيئة من خلال خلق الجديد من المنتجات والخدمات والوظائف ، ومن ناحية أخرى لم يكن شيئاً أشد فشلاً من النجاح، والذين كانوا في يوم من الأيام ثوريين في مجال الأعمال أصبحوا غالباً رجعيين كما لو أن إنجازاتهم السابقة صفدت في الحديد إلى الأبد.

m2pack.biz