الماء

الماء
الماء

أرخص موجود وأغلى مفقود

 

نور الدين صمود: تونس

 

 

قال بعض الوعاظ يومًا لمن قد

كان ذا ثروة بدون حساب

جمع المال بالربا وهو إثم

وعليه أضاع شرخ الشباب:

(لو حرمت المياه في يوم حر)

(بعد ركض وراء موج السراب)

(فبكم تشترى زجاجة ماء)

(في صحاري ما إن بها من شراب؟)

قال: (إني بنصف مالي سأشتري

جرعة الماء. ذاك عين الصواب)

وأضاف الشيخ الوقور سؤالاً

وهو أدرى، في طرحه، بالجواب:

(وإذا ما احتقنت، من بعد شرب)

(فبكم تشتري الدوا للمصاب؟)

قال: (إني بما تبقى أداوي)

(ذلك الداء، كي يزول عذابي).

علق الواعظ الوقور على ما

كان من ذلك الغني المرابي:

(إن تكن ثروة الغني تساوي)

(كأس ماء عند احتقان الشراب)

(فهو أحرى بأن يرى كل غالٍ

ليس أغلى من ريشة في الغراب)

(وقديمًا قال الألى سبقونا)

(في حضورٍ للماء أو في غياب):

(هو أغلى المفقود، أو أرخص الموجو

د، بهذا الوجود)، فافهم خطابي!

 

m2pack.biz