انحطاط الشركات الجبارة

انحطاط الشركات الجبارة :

انحطاط الشركات الجبارة

أوضح دركر أن النجاح المبكر جداً يمكن أن يكون مفسد اً للشخص ومدمر اً له، وشعر أن هذا كان يخص
بصورة خاصة مدراء العديد من الشركات العملاقة في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية الذين اكتشفوا أن
أداءهم الاقتصادي الناجح عدل السلوك الذي أوجده أو جعل هذا السلوك قديماً. ولاحظ أيضاً أن كل تميز في
معرفة ذاتية سيصبح عاجلا ً أم آجلا ً غير مناسب بسبب المجتمع الراديكالي والتحولات الإقتصادية في
البيئة، كما ألمح في نفس الوقت إلى إمكانية أن تستجلب من مصادر أخرى في المستقبل جميع الأنشطة التي لم
تكن من قدرات الشركة التنافسية الذاتية ، ونتيجة لذلك فإن الحكمة القائلة إن الفضل العظيم للحجم الكبير يكمن
في قدرة هذا الحجم على العيش الطويل لم تعد صالح اً . لقد دبل هذا الاعتقاد بديمومة المؤسسة بفعل رياح التغيير
العاتية. ” الشركات التي تم إنشاؤها ذات يوم لتدوم کالأهرامات هي اليوم أشبه بالخيام ” .
الأداء المتميز لم يعد دلالة على الحجم الهائل، بل إن الشركات الكبرى غالباً ما تشبه الديناصورات العاجزة عن
التلاؤم مع طلبات المنافسة الحديثة. قلت الحاجة إلى الانتقادات الهرمية الوظيفية لنظام إعطاء الأوامر وممارسة
الرقابة الذي كانت مستوياته العديدة تنتج ضجة أكثر من النتائج لأن المعرفة كانت في طريقها إلى أن تصبح
مسؤولة أكثر. استنتج د رگر بالطبع أن المجال سيكون مفتوحاً على الدوام لعدد قليل من الشركات الجبارة ولكن
الشركات المرنة ذات الحجم الأصغر والمتوسط أفقدت الشركات الكبرى هيمنتها بتفوقها عليها في أداء النمو
الإقتصادي وإيجاد الوظائف .

m2pack.biz