Les Misérables الظلم في مواجهة العدالة
Les Misérables فيلم درامي/موسيقي يعرض حالياً في الصالات العربية ومدّة عرضه 157 دقيقة، يشارك في بطولته هيو جاكمان وآن هاثاواي وراسل كرو وتولّى إخراجه توم هوبر ويستحق علامة 7 على 10.
تبدأ أحداث الفيلم في فرنسا عام 1815 حيث يقرر التحري “جافير” إطلاق سراح رجل يدعى “جان فالجان” بعد سجنه ظلماً لمدّة 19 عاماً وقيامه بالأشغال الشاقة، وكل هذا بسبب سرقته رغيف خبز! بعد خروجه يقرر هذا الأخير تمزيق أوراقه الشخصية وتغيير إسمه بهدف البدء بحياة جديدة نظيفة بالرغم من هوس “جافير” في البحث عنه للقبض عليه بتهمة التزوير وإعادته الى السجن. فبعد مرور ثماني سنوات يتحوّل “فالجان” الى صاحب معمل وعمدة مدينة “مونفارمييه” ولكن الصدفة ستجمعه بامرأة شابة وفقيرة على فراش الموت تدعى “فانتين”، يعدها أنه سيهتم بابنتها “كوزيت” في الوقت الذي يظهر “جافير” مجدداً على الساحة ويتعرّف على هوية “جان فالجان” الذي سيتمكن مجدداً من الفرار منه. يمرّ الوقت وتصبح “كوزيت” شابة جميلة تعيش مع “فالجان” في باريس وتلتقي بالشاب “ماريوس” الذي يقع بحبها في الوقت الذي يقرر فيه القيام بثورة ضد المملكة آنذاك. ما هو مصير هذا الحب؟ وهل سيتمكن “فالجان” من الإفلات مرة جديدة من “جافير”؟ وما هو مصير “ماريوس” في خضمّ معركة كفّة النصر فيها للملك؟
وقائع : Les Misérables هي دون شك رواية درامية رائعة للكاتب الفرنسي “فيكتور هوغو” والتي تمّ نقلها الى الشاشة الكبيرة والصغيرة مئات المرات، ولعل أبرز إقتباس كان للمخرج الفرنسي “كلود لولوش” عام 1995 وفيلم من إخراج “بيل أوغوست” عام 1998. لم يقتصر نقل هذه القصة الى السينما والتلفزيون بل في العام 1985 إنتقلت الى خشبة المسرح وحققت نجاحاً كبيراً حتى أيامنا هذه ما دفع المخرج “توم هوبر” لنقل المسرحية الى الشاشة الكبيرة وكان له الضوء الأخضر خاصة بعد فوزه بجائزة أوسكار أفضل مخرج وفيلم عام 2011 عن فيلمه The King’s Speech. بلغت كلفة الفيلم 61 مليون دولار وتخطى مجموع إيراداته عالمياً منذ إطلاقه في الصالات العالمية في 25 ديسمبر ال 245.4 مليون دولار. حصد Les Misérables مؤخراً ثلاث جوائز “غولدن غلوب” وهو مرشّح حالياً لثماني جوائز أوسكار.
إيجابي : ما يميّز Les Misérables الإستعراض الموسيقي الرائع حيث يعبّر الممثلون بالغناء مباشرة أمام الكاميرا وذلك دون العودة الى الإستوديو للتسجيل وهذا أمر ملفت جداً، إضافة الى الديكورات الضخمة واللباس الذي يعود بنا الى فرنسا في القرن التاسع عشر بالتفاصيل المملة والتصوير المتقن لمشاهد الفيلم. كما الملفت هنا دور “فانتين” الذي أدته الممثلة “آن هاثاواي” فهي جمعت بين الأداء والغناء بشكل رائع وتستحق عنه جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور مساعد علماً أن دورها في الفيلم لا يتخطى الخمس عشرة دقيقةً، وهو أفضل دور أدته حتى اليوم في مسيرتها الفنية. أما “هيو جاكمان” فأدى دور “جان فالجان” بشكل رائع أيضاً ويستحق الترشّح لجائزة أوسكار أفضل ممثل. في النهاية يجب التأكيد أن Les Misérables من أجمل الأفلام التي تم إنتاجها عام 2012 ويستحق المشاهدة حتى لو استغربتم رؤية أبطال الفيلم يعبّرون بالغناء على عكس الأفلام التقليدية.