أثر الكلمة في العمل
أيضًا في العمل فإن أثر الكلمة من العوامل التي يمكنها أن تضمن للشركة للنجاح أو الفشل. فعلى المستوى الداخلي من الشركة مثلًا، طريقة التعامل بين المسئول والأفراد الموجودين معه، تؤثر على عملهم ونجاحهم. فإذا كان يعتمد على التحفيز والتقدير في التعامل معهم، فإن ذلك يمكنه أن يدفعهم إلى تحقيق النجاح في كل أعمالهم التي يقومون بها. أما إن كان يستخدم الكلمة بأسلوب خاطيء، وأسلوبه غير مناسب في التعامل مع الأفراد، فإنه قد يجعلهم يكرهون العمل وينفذونه لأنهم مجبرين عليه. وشتان الفارق بين الاثنين، وكذلك الناتج المتوقع.
والدليل على أثر الكلمة في هذا الأمر، أننا نحب المسئول الذي نشعر بالراحة في الحديث معه، ويكون تعاملنا معه مبني على الحب لا الخوف منه، على عكس الشخص الآخر الذي يتعامل الأفراد معه من منطلق الخوف ليس إلا. فالأول قد يحصل على تطوير في أداء شركته من العاملين معه، لأنهم يحبون العمل ويرون فيه أكبر من مجرد راتب يحصلون عليه في نهاية الشهر. والثاني لن يتطور عمله أبدًا، بل إن العاملين يتواجدون معه فقط بسبب احتياجهم للراتب، وإن وجدوا فرصة أفضل في مكان آخر سوف يتركون العمل مباشرةً.
كذلك فإن أثر الكلمة لا نراه في الشركة من الداخل فقط، بل نراه أيضًا في أي تعاملات خارجية تخص الشركة، فنحن دائمًا ننتقي أفضل الأشخاص للحديث باسم الشركة، وبواسطة هؤلاء يمكن لنا ضمان النجاح في الأعمال التي نؤديها. ولذلك فإن قسم العلاقات العامة يحصل على تدريب كامل بخصوص التعامل مع الآخرين من خارج الشركة، ويتعلمون كيف يمكن لهم اختيار الكلمات المناسبة في الحديث. لا سيما إن كان الطرف الآخر الذي يتم التعامل معه شخص عاطفي، وبالتالي فإن أثر الكلمة عليه يكون كبيرًا، ويساعدنا في تنفيذ ما نريده في النهاية.