أحدث الدراسات عن ذاكرة الطفل

أحدث الدراسات عن ذاكرة الطفل

أحدث الدراسات عن ذاكرة الطفل
أحدث الدراسات عن ذاكرة الطفل

تعد الدراسة الأمريكية التي أطلقتها جامعة هارفارد في عام 2016 هي أحدث ما تناول ذاكرة الطفل وموعد تكونها بشكل مفصل، حيث افترضت تلك الدراسة بأنه بشكل عام لا يختلف موعد عمل ذاكرة الطفل بين طفل وآخر. بينما تبدأ الطفرات المسئولة عن تكوين رقعة الذاكرة بالمخ في التكون بعد انقضاء العام الأول من عمر الطفل وتحتاج لعام كامل حتى تكتمل في النمو المبدئي؛ أي أنه يلزم الطفل عامين على أقل تقدير لتبدأ ذاكرته في العمل، أضف إلى ذلك أن قطاعاً كبيراً من الذكريات التي تسجل من بعد العام الثاني في الحياة لا تكون دقيقة أو موثوقة فكلها تتكون نتاج أوهام وخيالات في عقل الطفل لا تستند إلى واقع ملموس أو تستند إليه لكن مع تشويهه بشكل كبير.
قام العلماء في تلك الدراسة بتقسيم الأطفال إلى 3 مجموعات الأولى تبلغ أعمار الأطفال 7 أشهر والثانية 9 والثالثة عامين كاملين ومن ثم قضى العلماء شهوراً كاملة في محاولة تعليم المجموعات الثلاثة تسلسلاً معيناً من الأحداث (مثلاً عند إضاءة النور يصدر صوت التلفاز ومن ثم تسقط لعبة من الأعلى ثم يطفئ النور مرة أخرى) ثم ترك الأطفال مدة كبيرة من دون إجراء ذلك التسلسل أمامهم، وبعدها أعيدت التجربة فوجد أن المجموعة الأكبر سناً تتذكر ذلك التسلسل بفارق واسع عن المجموعتين الأصغر سناً. بالطبع تم تفسير ذلك بواسطة أساتذة جامعة هارفارد على أن الخلايا العصبية للأطفال في الفص الوجهي من المخ (المنطقة الأمامية من المخ والمسئولة عن الذاكرة) تبدأ في التكون بشكل دقيق بعد الشهر الثامن من العمر مما يقطع الطريق على أي طفل أصغر من ذلك العمر أن يتذكر أي شيء على الإطلاق.
بناء على تلك الدراسة فإن أول علامة يمكن أن تشير إلى أن ذاكرة الطفل بدأت في العمل هي زيادة رغبة الطفل في البقاء بجوار والديه وبالأخص الأم؛ حيث أن ذلك يعني بأن ذاكرته بدأت في التشكل وأول ما تمكن من تسجيله هو الأبوين ومدى قربه منهم وهو ما يبدأ الطفل في استيعابه بعد الشهر الثامن تقريباً. وبداية من ذلك العمر فإن ذاكرة الطفل تعمل ولكن بشكل عشوائي غير منتظم وغير مكتمل حتى الوصول إلى سن العاشرة تقريباً تكون ذاكرته قد اكتملت تماماً كأي شخص بالغ، مما يفسر أيضاً كيف أن معظم الطلاب لا يتذكرون عامهم الأول في المدرسة بشكل كامل كالأعوام التي تليه.

m2pack.biz