أفلام مهرجان دبي السينمائي العاشر (5)”مانديلا” طريق طويل للحرية وللنضال

أفلام مهرجان دبي السينمائي العاشر (5)”مانديلا”.. طريق طويل للحرية وللنضال

أفلام مهرجان دبي السينمائي العاشر (5)'مانديلا'.. طريق طويل للحرية وللنضال

ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان دبى السينمائى الدولي، أقيم مساء أمس، العرض الخاص لافتتاح قسم “سينما الأسيو أفريقي” من خلال فيلم “مانديلا درب الحرية الطويل Mandela: Long Walk to Freedom”، بحضور عدد كبير من ضيوف المهرجان، وأعضاء لجان التحكيم فى المسابقات المختلفة، وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت أمس عن إلغائها لكافة المظاهر الاحتفالية، المصاحبة لعرض الفيلم، حيث تزامن موعد عرضه مع يوم جنازة وتأبين الزعيم الراحل، وعبر مسؤولو المهرجان عن حزنهم لوفاة رمز كبير، لذلك فإن كل الفعاليات الإعلامية الخاصة بالفيلم من سجادة حمراء وعرض إعلامى قد تم إلغاؤها، وقبل العرض صعد عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان، نعى فى كلمات مؤثرة الزعيم الراحل، الذى علم العالم الحب والتسامح والسلام والتفاهم، وهى مفاهيم من النادر أن تجتمع فى إنسان واحد، وقال إن هذا الفيلم مهدى إلى روحه، وأكد إن المهرجان يخصص إيرادات وعوائد هذا العرض المادية إلى مؤسسة مانديلا، ولترقد روحه في سلام.
ومن المعروف أن فيلم “مانديلا: درب الحرية الطويل” انتظر 19 عاماً للوصول إلى شاشات السينما، وشاء القدر أن ترحل هذه الشخصية الفريدة قبل إنطلاق عروض الفيلم حول العالم، وهو المقتبس عن سيرته الذاتية التي صدرت سنة 1994، ويلعب بطولته الممثل إدريس ألبا بدور نيسلون مانديلا، وناعومي هاريس في دور زوجته ويني، وكان الفيلم قبل عرضه أمس في مهرجان دبي السينمائي قد عرض للمرة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائي الثامن والثلاثين، ويرصد قصة مانديلا منذ طفولته وحتى انتخابه رئيسا لجنوب أفريقيا في العام 1994، في أول انتخابات متعددة الأعراق، بعد تخلص جنوب أفريقيا من نظام الفصل العنصري الذي حكمها طيلة 50 عاماً، مروراً ب27 عاماً من حياته قضاها مانديلا سجيناً، بسبب كفاحه ضد التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، ورغم ضعف أداء الممثل البريطاني إدريس إلبا في تقديم شخصية مانديلا إلا أنه نجح في تقليد صوته ونبرته، وظلت صورة النجم مورغان فريمان الذي جسد شخصية نيلسون مانديلا في فيلم “اينفيكتوس” لكلينت ايستوود عام 2009، هي الأقوى في التعبير والأكثر حميمية لشخصية المناضل الإنسان، وقد تناول الفيلم الجديد الذي أخرجه جستين تشادويك، أجزاء من حياة مانديلا التي لم تكن إيجابية، مثل زوجته الأولى التى انبهرت بالمحامي الشاب الجنوب أفريقي والحياة الجميلة فى جوهانسبرج، لكنها لم تستطع أن تستمر معه بسبب علاقاته النسائية المتعددة، أما ويني التي جسدت دورها بامتياز الممثلة البريطانية “ناعومي هاريس”، فقد انبهرت بالناشط السياسي المناضل الذي انضم للجناح العسكري في “الكونجرس الوطنى الأفريقي” بعد حادث إطلاق النار الذى قامت به شرطة نظام الحكم العنصري فى “شاربفيل” حيث فتحت النيران على متظاهرين أفارقة سلميين، واستفاض الفيلم في وقوف مانديلا أمام محكمة من قضاة النظام بسبب أعمال العنف التي اجتاحت بلاده وباعتباره عضواً فى تنظيم مسلح، حيث أكد مانديلا انه مستعد للموت من أجل بلده، لكن القاضي الأبيض قرر أنه لن ينال هذا الشرف ولن يجعل منه شهيداً ورمزاً لجنوب أفريقيا، والحقيقة التى نعرفها جميعاً هي أن مانديلا تحول مع صمودة إلى رمز ليس فقط لبلاده وإنما لكل المناضلين ليس فى افريقيا بل العالم بأسرة.

m2pack.biz