ألا يا قلب قل لي ما تريد

ألا يا قلب قل لي ما تريد

ألا يا قلب قل لي ما تريد

ألا يا قلبُ قلْ لي ما تريدُ
فلا طابَ التسهدُ والقصيدُ
رمتك مصائبُ الدهر احتضاراً
وقد جافاك في الدنيا الرقودُ
ذهولٌ منك غاديةَ النهار
كأن يديك صفدها الحديدُ
ومن عينيك نهرٌ ما توانى
على الغمراتِ فائضهُ جليدُ
ففي الأجواءِ نيرانٌ تلظى
طيورُ الموتِ أطفالاً تبيدُ
بيوتُ الشام قد أمست دماراً
وفي الأمويِّ قد غاب النشيدُ
مآذنهُ تهاوت بانكسار
وليس لها على الأيام عيدُ
وأبراجُ الكنائسِ فيها دكّتْ
وما عادتْ ترتلُ أو تعيدُ
يُشيدُ العجمُ في أرضي قلاعاً
وهم بين البناة هم القعودُ
سمائي تستباحُ بكلَّ فجرٍ
بأرضي ينبتُ الموت الأكيدُ
هجرت البيت خوفاً من هلاكٍ
وبأُسُ القوم بينهمُ شديدُ
وليس لهم على الأعداء بأسٌ
وهم في الساح أشباح تميدُ
فررت إلى النجاة بلا دليل
فلا نضجٌ ولا رأيٌ سديدُ
فيا عيلان قد عايشت حرباً
يشيب لها المحنَّك والوليدُ
براميلٌ بها البارودُ تُلقى
فتشتعلُ الحدائق والحديدُ
وكم دبابة بالموت ترمي
فيا لليتم في أرضي يسود
ركبتَ البحر نحو الغرب تسعى
فيا للهولِ قد غرق الوليدُ
ولست أرى على الأيام فجراً
ورغدُ العيش في الدنيا صديدُ
محمد غالب الربابعة – الدوحة

m2pack.biz