أنشطة معبرة 2 – 5
ولا يقصد بالمعدات، اللعب التي ينصح بها تاجر اللعب. بل تلك التي تتفق وعمر الطفل، واستعداداته. والملاحظ أيضا، أن أجمل اللعب. وأغلاها ثمنا، هي التي تقع ضحية حب التدمير، الذي لا يكون الغاية منه: “معرفة ما بالداخل”، بل التعبير عن رفضه الواعي أو اللاشعوري، لما لا يحتاج إلى مشاركته الإيجابية. وغالباً ما تكون هذه اللعب مهداة للطفل من والديه، لشغل فراغه، والتخلص من ضرورة الاشتراك معه في لعبة، علماً بأن الحكمة تقضي بهذه المشاركة وذلك التشجيع، وإثارة اهتمامه، ومن علامات عدم تأقلم الطفل القلق، أو غير السعيد مع البيئة، عجزه عن التعبير من خلال اللعب، سواء كان بمفرده، أو ضمن مجموعة. لذا تعتبر الأنشطة التلقائية، حقلا مضمونا لإتمام تكوينه.
رسم الطفل:
يختلف رسم الطفل عن رسم البالغ، بأنه نوع من الخطوط، يستوجب فهمه، للوقوف على ما يتضمنه من معنى. وفي حالة ما إذا كان إحساس الطفل خاليا من الكبت، تصبح لرسومه قدرة لا بأس بها على التعبير.
من “الخربشة” إلى الرسم:
يبدأ الطفل مبكراً في رسم إشارات، بتمرير أصبعه على زجاج يكسوه البخار، أو باستخدام مسمار في التخطيط على جدار.
وفي مرحلة “الخربشة” هذه، يصعب التمييز بين رسم وآخر، فكلها محاولات للخطوط. وفي البداية، لا يحاول الطفل تقديم موضوع بالذات من خلال رسم، بل يكفيه أن يرسم خطاً، وأن يؤدي حركة لإثبات وجوده. ويكون لأول لقاء له بالقلم والورق، مفعول السحر، وهذا الإحساس العجيب، لا يقل مع التكرار.