أهم الأسباب التي تقف عائقًا أمام الاختصار في الكلام

أهم الأسباب التي تقف عائقًا أمام الاختصار في الكلام

أهم الأسباب التي تقف عائقًا أمام الاختصار في الكلام

ما هو السبب الذي يجعل الناس يسترسلون في أحاديثهم ولا يتكلمون باختصار أو تركيز على النقط الهامة فقط، حتى لا يمل منهم الآخرون أو يتشتت انتباههم؟ إن هؤلاء الأشخاص الذين يتحدثون كثيراً دون ملل ودون حاجة إلى هذه الزوائد، يمكنهم أن يستبعدوا تلك الزوائد أو اختصارها لكلمات أقل وفي نفس الوقت يصل المعنى المراد بقوة وتركيز. فلماذا يصعب عليهم فعل ذلك؟ إن السبب الكامن في تلك المشكلة يعود إلى شعورهم بالاسترخاء وعدم التوتر مع من يتحدثون إليه، وكذلك شعورهم بالثقة الزائدة في حديثهم ومعلوماتهم وأفكارهم، لذلك يعتبرون أنفسهم أهلاً للتحدث عن الموضوع الذي يتناولونه، ومن ثمّ يلجأون إلى الشرح التفصيلي الطويل دون محاولة الإيجاز أو الاختصار في الكلام .
فعلى سبيل المثال، عندما يتحدث شخص إلى صديق مقرب إليه، سوف يشعر بالسهولة وعدم التوتر أو التحفظ على ما يقوله، لذلك ينطلق دون اعتبار لأي زوائد في كلامه، بل ربما يكرر كلامه أكثر من مرة دون أن يشعر بذلك وكأنه يدور في حلقة مفرغة. وأيضًا عندما يسألك شخص ما عن موضوع خاص، تعتقد أنت أنك على دراية وعلم كافي به وكأنك خبير في الموضوع، فسوف تتحدث إليه بشكل مفصل وطويل دون الاختصار في الكلام أو تلخيص لحديثك، إنه شعورك الزائد بالثقة. لكن في حقيقة الحال أن كل تلك الأحاديث والأقوال الزائدة عن المطلوب سوف تكون عديمة الفائدة وربما تعمل على الملل وتشتيت انتباه من يستمع إليك.
هناك أيضًا سببًا آخراً وراء الاسترسال في الأحاديث المطولة والكثيرة، وهو عدم وضوع الفكرة وانتظامها في ذهنك بشكل بسيط دون تعقيد. فعندئذ ستبدو وكأنك تفكر بلسانك أولاً ولذلك يخرج منك كلمات كثيرة مبهمة وغير مرتبة أو مرتبطة ببعضها البعض، لأنك فقدت التركيز وتفكر بشكل معقد وسريع. لذلك ستترك انطباعًا لدى الآخرين بأنك غير منتبه لما تقول وتتحدث دون تركيز. عليك إذن أن تراجع كلماتك وأفكارك وتنظمها جيداً قبل أن تنطلق في الحديث مع الأشخاص الآخرين، حتى لا تفقد بريقك وتركيزك وانتباه الآخرين لك.

m2pack.biz