أهم وسائل التواصل مع “الصم المكفوفين”
تجد أمهات الأطفال المكفوفين صعوبة في كيفية التواصل الفعال مع أبنائهنّ، لذا استعرضت «سيدتي نت» أهم وسائل لغة التخاطب مع أحد أخصائيي تربية خاصة د.رائد أبو عزيز أخصائي إعاقة سمعية، وعضو لجنة التربية الخاصة بالخيرية القطيف، الذي تحدث عن الإجراءات المبنية على التكامل الحسي لبناء اللغة عند الصم المكفوفين، وأفضل طرق اللغات.
يوضح رائد أبو عزيز أهم الإجراءات المبنية على التكامل الحسي لبناء اللغة عند (الصم المكفوفين) بقوله: «إنّ أول خطوة في تطور التواصل هي بناء الاتصال والتفاعل الاجتماعي، ويجب أن يتم بناؤه بنفس الطريقة الطبيعية كما تحدث مع كل الأطفال.
وذلك من خلال بناء الأحداث التواصلية التي تحدث في التطور الطبيعي، وتنظم بطرق مختلفة، حيث إنّ الأصم الكفيف سوف يعبر عن نفسه باللمس والحركة التي انطبعت على جسده أثناء النشاط. والطريقة الطبيعية للتعلم والتطور والتواصل هي اللعب؛ لأنه ينظم المعلومات الحسية المستقبلة من التفاعل مع البيئة والأشياء.
ويتميز اللعب بالمشاركة الوجدانية وحب الاستطلاع، والاكتشاف من خلال الاستكشاف». واعتبر رائد أبو عزيز التواصل الكلي من أهم المبادئ المتبعة في التعامل مع الصم المكفوفين، وأوعز ذلك بقوله: «نظراً لضعف فرص التواصل لديهم، وبالتالي فإنّ الاعتماد على صورة واحدة لتحقيق التواصل لا يكفي لتعويض المعلومات المفقودة بسبب الإعاقة السمعية البصرية، فيتم استخدام كل القنوات المناسبة لتبادل المعنى بين الأفراد، مع مراعاة الفروق الفردية»، مؤكداً أنّ الطفل هو الذي يحدد الطرق التي يستطيع الاعتماد عليها، وعلى المتعاملين معه احترام هذه الطرق ومحاولة تطويرها بما تسمح به قدراته الخاصة.
وحول أفضل الطرق للتواصل أفاد رائد أبو عزيز أنه لا يوجد طريقة تواصل أفضل من أخرى، وأرجح ذلك بكون هذا الأمر يرتبط بالبقايا الحسية وقدرات واحتياجات الطفل. والهدف من أي طريقة هو تحقيق الفهم المتبادل بين الطرفين، ويتكون التواصل الكلي من التعبيرات الطبيعية مثل: (الإيماءات، والضحك، والبكاء، والرجوع إلى المكان، والحركات الجسمية، الإشارات الجسدية، إصدار أصوات… إلخ)، والأنظمة المساندة (الأشياء المرجعية، والصور، والرسومات، والبكتوجرام)، واللغات (اللغة المنطوقة، لغة الإشارة، اللغة المكتوبة، الهجاء الإصبعي، طريقة برايل، لغة الإشارة اللمسية).
وأضاف رائد أبو عزيز قائلاً: «من ضمن الإجراءات المبنية على التكامل الحسي أيضاً (استخدام القنوات الحسية القوية وتوظيف البقايا الحسية) من خلال الحواس القريبة مثل: حاسة اللمس بالتآزر مع الجهاز الحركي داخل الجسم، والإحساس بتيار الهواء، الإحساس بالذبذبات، وحاسة التذوق وحاسة الشم.
وهي أكثر القنوات الحسية كفاءة لدى الصم المكفوفين. ومعظم الصم المكفوفين لديهم بقايا سمعية (مع/ أو) بقايا بصرية، وبالطبع فإنّ الهدف هو توظيف استخدام كل قناة حسية ممكنة مهما كانت ضعيفة. والأصم الكفيف عندما يتعلم خبرات جديدة يستخدم في ذلك الحواس القوية، لكن يجب أن نهتم أيضاً باستخدام الحواس الضعيفة بجانبها.
أما بالنسبة لاستخدام أيدي الصم المكفوفين في اكتساب اللغة فإنّ الكثير من الصم المكفوفين تعتبر الأيدي هي الأعضاء الحسية الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها للوصول إلى اللغة، والطفل الصغير الذي يسمع سوف يستمع إلى الآلاف والآلاف من الكلمات قبل أن يلفظ كلماته الأولى.
أما الطفل الأصم الكفيف فيحتاج إلى لمس الآلاف من الكلمات قبل أن يكون قادراً على بدء تكوين إحساس وإصدار أولى كلماته. كما يحتاج إلى لمس هذه الكلمات بطريقة تسمح له بأن يربطها بمعنى أثناء خبرته بالأشياء».
وشدد رائد أبو عزيز على ضرورة تحسين البيئة بقوله: «لابد من إيجاد بيئة تعلم تعويضية، وتحسين بيئة التعلم التي يتم تأهيل الطفل فيها، وأن تكون هذه البيئة منظمة بطريقة معينة ومتسقة ومشوقة وتستثير الحواس، وأن تشبه بيئة المنزل؛ حتى يستطيع الطفل أن يحس بالأشياء المحيطة، وأن يرسم صورة ذهنية لها، ويشعر بالأمان.
فمثلاً إذا استطاع الطفل أن يحدد موقع الكوب الذي يشرب منه ووجده في نفس المكان الذي يوضع فيه كل يوم فسوف يشعر بإحساس من الثقة، وسوف يتعلم أيضاً مفهوم دوام الشيء ووظيفته. كما يؤدي إلى اكتساب مهارات التوجه والحركة وزيادة الاستقلالية».