أيقونة العمارة المصرية 1من اصل2

حسن فتحي
دائماً ما تعكس البلاد ذات الحضارات القديمة والمتجزرة في التاريخ- دائماً ما تعكس نفسها على شخصية أبنائها-
هكذا دائماً ذات البلاد ذات الحضارة وفي هذا الصدد تأتي مصر على رأس الحضارات القديمة التي ارتبط بها أبنائها
وارتبطت هي بالعالم فأعطته من روحها وعلمت البشرية الكثير من العلوم والفنون والآداب.
ففي كل فرع من فروع العلم والأدب والفن نجد دائماً من لمع اسمع وانطلقت شهرته إلى العالم كونه يمثل رافداً من
روافد حضارتها أو انعكاساً لروحها فمنذ الفلاح الفصيح والكهنة العظام وعقيدة التوحيد في العصور القديمة انجبت
مصر العديد من الأعلام فالمتتبع للروح المصرية لا يمكنه أبداً أن يخطئ تجلى تلك الروح في صوت أم كلثوم أو عبد
الوهاب في الغناء كما لن يخطئها في أدب العقاد ونجيب محفوظ ويحيى حقي وهو كذلك سوف يرى تلك الروح في
كتابات الأبنودي وغيره من شعرائها.
وفي العمارة يأتي حسن فتحي على رأس اعلامها البارزين في الفنون المعمارية، أن ما يميز حسن فتحي عن باقي
معماريين مصر والشرق ليس لأنه أكثرهم خبرة ومهارة في فنون العمارة والعمران ولا هو قد أتى بقوانين جديدة أو
نظريات لم تكن مكتشفة من قبل إن ما فعله فتحي ببساطة هو أنه استطاع دون غيره أن يعكس روح وثقافة هذا
الشعب في معماره، فإن المتخصص في فن العمارة لا يمكنه أن يخطئ روح الفراعنة والأقباط وكذلك المعمار
الإسلامي في أعمال فتحي، كما استطاع فتحي ببراعة أن يهضم كافة خصائص العمران المصري في كل مراحل
تطوره كذلك استطاع أن يهضم ثقافة مصر وروحها.