أي إيقاعات لونية تنتظرك هذا العام

ألمانيا: مايا مشلب
أجمل ما تحمله مجموعات الموسم لدى الدور العالمية المرموقة هو تلك الايقاعات اللونية الصاخبة، تلك التي تتخطى الحدود التقليدية. فمن قال إن الخريف والشتاء يجب ان يتّشحا دوما بالأسود والرمادي والبني؟ ومن قال إن الألوان الجريئة تبقى حكراً على الربيع والصيف؟ الواقع انه في هذا الشهر الذي ينبض بالاعياد والاحتفالات، لا بد من ان تجد الفرصة لتخلع عنك الأزياء التقليدية ولتفكر بتبني إطلالات تنضح بالألوان!
دور عريقة من “Ralph Lauren” و”Ted Baker” الى “Prada” و”Slowear” على سبيل المثال، لجأت الى الطبيعة لتستقي منها أجمل التدرجات، فيما احتفظت دور أخرى بالألوان الكلاسيكية مع بعض اللمسات الجديدة منها الابيض كما رأينا لدى “Thom Browne”.
“تيد بيكر”: لتحيا الألوان!
تحتفل مجموعة “تيد بيكر” في هذا الموسم بالألوان. تنضم الى قافلة الاحتفالات، ترقص على إيقاعات مختلفة. فالمهم هو بث ذاك النبض الايجابي. وكأن الفرح والابتهاج يمثلان النقطة المحورية للتشكيلة بأكملها. فتزدان قطع التريكو المزرّرة أو ذات الياقات المستديرة وقطع الجيرسيه والأقطان، بأحمر البرغوندي وأخضر الزمرد والبرتقالي والبنفسجي الداكن المائل الى الباذنجاني، إلى جانب مجموعة من النقوش التي تزين القمصان والكنزات الصوفية كنقوش عين الطائر. أما سترات البلايزر فتحمل إضافة الى نقوش البلايد أجزاء لونية مختلفة عند الجيوب والاكمام والياقات الرفيعة، مما يمنحها طابعاً استثنائيا ويضفي على صاحبها أسلوباً شخصياً، حتى تنتفي معها الحاجة الى تبني اكسسوارات مختلفة من أجل هذه الغاية. هذه الاطياف اللونية المختلفة والنقوش الرائعة تشكل عنوان المجموعة لا بل الواجهة التي تجذب العين والقلب على حد سواء.
تتابع دار تيد بيكر أسلوبها الذي طالما اشتهرت به وهو الاهتمام بالتفاصيل بهدف إضافة لمسات كلاسيكية الى المجموعة الغنية بالالوان والنقوش. فنرى طرق التشطيب الحديثة اضافة الى احتواء المجموعة على سلسلة من الاحذية الكلاسيكية بلون البني الفاتح وملابس التمويه (الكاموفلاج) ونقشات جلد النمر.
برادا: إطلالات السبعينات بقالب عصري
نسافر مع ميوتشيا برادا في رحلة الى حقبة السبعينات لنستكشف معها ألوان الخريف وقصات قديمة خضعت لصياغة جديدة. وكأننا نعود مع مصممة الدار في تشكيلة خريف وشتاء 2014- 2015 الى الطبيعة الخام لاستقاء ألوان الموسم. من الاحمر الداكن والبرتقالي والازرق البترولي والاخضر الزيتي والبنفسجي الى البني بأطياف مختلفة، إضافة الى مجموعة أخرى من الألوان الكلاسيكية ونعني بها الرمادي والاسود. تلوّن برادا قطعها بألوان أحادية لكنها تركب أزياءها كقطع الاحجية، فنراها تنسق سروالا بنياً، على سبيل المثال، مع قميص أزرق وسترة رمادية. باختصار إن ملوانتها تحتفل بأطياف الخريف وفق تنسيق وأسلوب وقصات مستوحاة من سبعينات القرن الفائت.
كذلك تستبدل برادا ربطات العنق بأوشحة رفيعة، يخيّل إلينا في اللحظة الأولى أنها أربطة عنق لنكتشف لاحقا انها أكسسوار مختلف. ولإضفاء مزيد من الحيوية والديناميكية على الاطلالة العامة، تلجأ الى تلوين ياقات القمصان بألوان مختلفة عن القميص نفسه من دون اعتماد اي نمط من النقوش التي نراها حاليا لدى بقية دور الازياء.
أما السراويل فواسعة من تحت، فيما تبدو سترات البلايزر طويلة نسبيا. ولمن يهوى مظهرا مؤطرا، تشمل المجموعة سترات قصيرة ذات قصات مربعة.
سلووير: التفاصيل من الداخل الى الخارج
قبل الاطلاع على قطع مجموعة “سلووير” لخريف وشتاء 2014-2015، يجب أن نفهم اولا ان هذه الدار الايطالية التي شقت طريقها بنجاح في الاعوام القليلة الفائتة، ارتكزت في انطلاقها على قيم أساسية وهي أن الموضة يجب الا تكون سريعة التبدل والزوال. يجب الا يتخطاها الزمن وألا “تفسد” سريعاً كما هي الحال مع منتجات الثقافة الاميركية. لذلك نرى أن قطعها لا تخضع لتغييرات جذرية من موسم الى آخر لناحيتي القصات والألوان. لكنها في كل موسم تأتي بجديد ما. تحمل ألواناً وخامات أقمشة حتى وإن كانت الموضة العالمية غير معنية بها. فقاموس هذه الدار مختلف عن السائد. وهذا ما يجعل رجلها يميّز نفسه عن الجموع، إذ ان أناقة “سلووير” ليست تقليدية. وفي المجموعة الحالية، هناك لجوء صريح ليس فقط للألوان النابضة، بل للمزج في ما بينها. فنرى كنزة صوفية من الرمادي الفاتح تحمل “ختماً” بالاصفر ومنصقة مع كنزة خضراء. كما تحضر الجيليه بالازرق الداكن منسّقة مع سروال أصغر وكنزة خضراء. رغم ان مزج الالوان يحتاج الى جرأة في بعض الاحيان، فإن “سلووير” تنجح في تقديمها وفق قالب متقن مطبوع بتلك اللمسة الكلاسيكية التي تحافظ على رزانة الرجل وحضوره الراقي.
Thom Browne: مجموعة محدودة للرجل الكلاسيكي
يتعاون موقع MRPORTER.COM المتخصص بالملابس الرجالية الفاخرة، مع المصمم توم براون لتقديم مجموعة كبسولة تضم تسع قطع فقط لاطلالة متكاملة، إذ تشتمل على سترة رياضية ومعطف “تشسترفيلد”، سروال وحذاء وكنزتين صوفيتين وقميص وقلنسوة. تمتاز القطع بخطوطها المستوية واسلوبها الكلاسيكي والوانها التي تتمحور على الرمادي والابيض. وللخروج عن الرتابة، بهدف اضفاء حركة ما على الاطلالة العامة لجأ المصمم الى الحيل الهندسية لتزيين قطعه بخطوط ومربعات بأحجام مختلفة. خيار رائع لمن يهوى الرمادي!
رالف لورين: الخيار الأمثل للعطلات
تبرز قطع مجموعة “رالف لورين” قامة الرجل العريضة، ذاك الذي يتّسم بقوة الحضور أينما مرّ. من القميص والكنزة الى السترة والسروال وصولا الى أدق التفاصيل، كل القطع تجتمع لتنطق بكلمة واحدة: الوقع بلغة الألوان والخامات! فمن ناحية الاطياف اللونية المستخدمة، تبدو التشكيلة نضرة، مفعمة بالحياة والتجدد. لا مكان فيها للتكرار أو الرتابة. العين هنا لا تملّ، بفضل فن التنسيق الذي يجيد جمع المستحيلات في إطلالة واحدة إنما في ظل ذوق رفيع. أما في ما يخص الاقمشة فاللعبة أيضا متقنة، إذ ان أنواع مختلفة من القطن والصوف والدنيم والجوخ تجتمع لتبرز الاحجام والملامس المتنوعة. اللافت أيضا في المجموعة احتوائها على سلسلة من الاطلالات التي تخدم الرجل الذي يهوى الاناقة الكلاسيكية كالبذلات او الاطقم الكاجوال او اليومية ذات الالوان الداكنة. كما تشتمل على تشكيلة واسعة من الاطلالات الرياضية التي تبرز فيها السراويل القطنية المثنية من أسفل اضافة الى سراويل الجينز. باختصار، مجموعة رالف لورين تقدم الخيار الامثل لتمضية العطلات بأناقة تامة!