إنها تتعرّى وترقص لي

إنها تتعرّى وترقص لي

إنها تتعرّى وترقص لي

لقد شاهدتُها
فجرَ أمس
تتعرّى.
ليس هو الغبش في العيون
ولا وهم الرؤية عند صياح الديك،
إنما هي الرؤيا بكامل أناقتها.
عندما خرجتْ من سترها،
كانتْ شبه خجولة.
أو،
خُيِّل إليَّ أنها كذلك.
ثمّ،
تخلّت عن الخفر،
من أجل استنفاد الهاجس
وتدبيج الأوركسترا.
هي الآنسة،
وهو رقصُها العاري،
كما خَلَقْتَها يا ربّ.
هو العريُ يشهق على القمّة،
حيث،
تأوُّهٌ من أجل الهواء الأخضر في السهل،
وشبقٌ من أجل رفيف الطير فوق قاديشا.
هناك،
نشوةُ الامتثال للطيران،
وهنا،
نشوةُ الغرق في المطلق.
أنا المقيم في المنبسطات،
كيف لا أشهد للبرهة؟!
بعد قليل،
يتكاثر المشاهدون
وتتعدّد الروايات
فيضيع المعنى.
لأجل ذلك،
لا يسع الرائي إلاّ أن يرى:
هي تتعرّى
من أجل رقصة ذاتها فحسب.
وهي تتعرّى
لتستجلب نشوتها،
من أجل تزويج الرقص بالنشوة.
الحقُّ
هو
شيءٌ من هذا
وشيءٌ من ذاك،
لأن العري يوجب الرقصَ متعرّياً من كلّ ثوب،
ويوجب
استدعاءَ الشهوة للشجر الناعس الكسول.
هكذا يطمئنّ العري
أن لا شغف يتسلّل
ولا رغبة ترى.
الآنسةُ
التي
على
المكمل،
إنها
تتعرّى
وترقص
لي.
أنا الشاهد
الذي في المنبسطات
يشهد:
Akl.awit@annahar.com.lb

m2pack.biz