إنها موهبة

إنها موهبة

إنها موهبة

ليس من السهل تعريف التغيير الذي أحدثتَه في داخلي،
أنا الآن على قيد الحياة، فقد كنت إذا ميتة .
رغم إني لامبالية تماما
شبيهة بحصاة،
كعادتي دائما أمكث هنا جامدة.
حتى بلمسة إصبع لم تُحرِّكني،
لا،
بلا أمل، طبعا،
لم تتركني أعدٍّل مرة أخرى عيني الصغيرة العارية
في اتجاه السماء، كي أتمكن من امتلاك الأزرق أو النجوم،
لم يكن الأمر هكذا. كنت نائمة،
لِنقُلْ : حنش مُقنَّع بين الصخور السوداء كصخرة سوداء
في فُتحة الشتاء البيضاء،
كما هو شأن جاراتي اللواتي لا يستمتعن بألوف الخدود المُهذَّبة جيِّدا
والتي تعرض نفسها في كل لحظة لتذويب خدي البازلتي،
ثم تصبح دموعا،
ملائكة تبكي المشاهد الطبيعية الرتيبة .
غير إنني لم أكن مقتنعة،
كانت هذه الدموع تتجمد.
لكل رأس ميت واق ثلجي .
كإصبع ملتو أواصل نومي،
أول شيء رأيته لم يكن سوى هواء صاف،
وهذي القطرات المضمومة تصعد ورديا، شفافة كما الأرواح .
وفي الجوار كثير من الأحجار متراصة، غير معبِّرة .
لم أكن أعرف ما الذي يمكن أن أفعله بكل هذا ؟
كنت متوهجة، لامعة كحجر الطلق،
منتشرة أنسابُ كمجرى
من خلال قوائم العصافير
وسيقان النباتات .
لم انخدع،
عرفتكَ بسرعة.
تتلألأ الشجرة والصخرة دونما ظل .
زاد طول أصابعي، جليٌّ كالبلور .
بدأتُ أتبرعم مثل غصن في شهر مارس:
ذراع وساق ؛ ذراع، ساق .
هكذا تصاعدت إذا من الصخرة إلى الغيم ،
اشبه الآن شيئا كالإله
أتموج عبر الهواء، روح هائمة .
أصفى من قالب ثلج، .
من كتاب ‘رسائل حب’ للشاعرة
عن الفرنسية ربيع قفصة 2013

m2pack.biz