ابن زيدون وابن عبدوس

ابن زيدون وابن عبدوس

ابن زيدون وابن عبدوس

لم يكن حُبّ ابن زيدون لولّادة بمنأى عن الحَسَد والمنافسة، فقد ضمّ مجلس ولّادة الأدبي الكثير من الشّعراء والأدباء، وكان من بينهم الوزير ابن عبدوس، وهو رجُلٌ أقرب إلى أن يكون دميمًا، وثقيل ظلٍّ، وقليل الذّكاء، لكنّه ثريٌّ، فأحبَّ ولّادة هو الآخَر، وتقرّبَ إليها، ما دعا ابنَ زيدون إلى أن يكتب إليه رسالةً يشتمه فيها، ويصفه بأشنع الصّفات، وجعلها على لسان ولّادة، لكنّ ابن عبدوس لم يقف ساكنًا، بلْ حاكَ المكائد لابن زيدون ليُبعده عن منصب الوزارة الذي كان يزيد من شرفه، ويرفع أسهمه لدى ولّادة، فاستطاع الوشاية به عند ابن جَهْوَر، فسُجنَ ابن زيدون، ثمّ هربَ إلى إشبيليّة حيث أقام فيها بعيدًا عن حبّ حياته، إلى أن توفّيَ فيها، وذُكِرَ أنّه قد فارقَ الحياة قبل ولّادة التي لم يرها بعد القطيعة، لكنّها بعد وفاتها أوصت بأن تُدفَن إلى جواره.

m2pack.biz