الشعوب ان الاحكام التقديرية على السلوك الانسانى ظهرت اول ما ظهرت من صورة الافكار الدينية والاعمال التى يطالب بها الدين ، كما ظهرت فى العرف والتقاليد الاجتماعية .
كذلك كشفت الدراسات الانثرويولوجية الحديثة ان تاريخ الحضارة البشرية ملىء بالشرائع الاخلاقية وانها تتقارب تقاربا شديدا .
وحتى اذا افترضنا وجود اختلافات بينها فانه ليس هناك ما يمنع ظهور اخلاقية مطلقة . وهذا يعني ان الاساس الاخلاقى فى البشرية فطرى وان للقيم وجودها الذاتى حيث تفرض نفسها على الوجدان البشري بطريقة اولية حرسية ( اما عجز بعض الاشخاص عن ادراك القيم او التمييز بينها انما هو ” العمى الخلقى ” الذى قد يرجع الى انعدام النضج او نقص التربية لديهم . واذا عدنا الى استعراض التعريف الذى بدأنا به كلامنا ، فاننا نجد انفسنا فى حاجة الى بيان صفة علم الاخلاق كعلم معيارى وليس وضعيا ، ثم التعريف بالقيم او المبادئ الاخلاقية ، وايضا التعريف على الالزام الاخلاقى .
علم الاخلاق علم معيارى :
اتضح لنا من التعريفات الآنفة لعلم الاخلاق ان النظرة التقليدية