يهوديا ام بوذيا ام مجوسيا اساس واقعى لكل حضارة ، ولكل حياة اجتماعية لانه عماد الاخلاق التى لا حياة للامم بدونها ) .
ومن الثابت تاريخيا من المحاولات التى عرضت المبادئ الخلقية للاهتزاز كانت بواسطة السوفسطائية القدماء فى بلاد اليونان حيث انهم فى نظريتهم فى المعرفة قد اتخذوا من الفرد مقياسا للاشياء فأصبحت الحقائق وليدة الاحساسات والانطباعات الذاتية الفردية فشككوا فى وجود الحقيقة الموضوعية الثابتة ، كما امتدت نظريتهم الايستمولوجية اى فى المعرفة – الى مجال الاخلاق ( فكان الفرد مقياس الخير والشر ) .
ووقف فى وجههم سقراط بشدة رافضا قبول نظريتهم فى المعرفة والنتائج الاخلاقية لمذهبهم ، ورد الحقائق الى العقل ، واقر بوجود قيم موضوعية مطلقة ( لاتختلف باختلاف الزمان والمكان ، ولا تتغير بتغير الظروف والاحوال ) .
وتتفق النظرية السقراطية مع ما ذهب اليه الفلاسفة التقليديون حيث وضعوا الاخلاق ضمن علومهم المعيارية كما اوضحنا – فاصبح موضوع الاخلاق عندهم هو قيمه الخير وبهذا التوضيح يظهر الفرق الاساسى بين النظريه الفلسفية التقليدية للاخلاق وبين النظرية الوضعية او الوصفية او التقديرية – التى تبناها بعض علماء الاجتماع – حيث اصبحت الاخلاق عندهم هى مجرد ( القواعد السلوكيه التى تسلم