ابن مسكويه 158 من 297

 

24 – النفعية عند بنثام ( 1748 – 18322 م ) :

اعتنق بنثام المذهب النفعى ، وانشا مجلة للدعوه الى الاصلاح الدستورى وكان لدعوته اثرها الكبير فى السياسة الانجليزية .

اما مذهبه فى المنفعة فانه يرى ان الناس بطبائعهم يسعون وراء اللذة ويجتنبون الالم كالحيوانات تماما ، مع امتيازهم عن الحيوان باتباعهم لمبدا النفعية لاستخدامهم العقل ، اذ ان العقل هو الذى يحكم على الفعل الخير اذ يعود بلذة مستمرة تفوق فيه اللذة على الالم ، وبالعكس فان الفعل الشرير يؤدى الى زيادة الالم على اللذة ، مع استمراره . وهو يقيس اللذات من حيث صفاتها الذاتية كالشدة والمدة والثبات وقرب المنال او القدرة على انتاج لذات اخرى وخلوها من الالم ، كما تقاس بالنظر الى اثارها الاجتماعية كخوف المواطنين من عواقب الجريمة اذ انها قدوة سيئة وتسبب اضطرابا اجتماعيا ، ينبغى على الفرد مراعاتها لان منفعة المجموع شاملة للمنافع الفردية .

واهم العوامل فى حساب اللذات الذى حددها بنثام هو هذا العامل الاخير ، اى مايسميه عامل الامتداد ، اى عدد الافراد الذين يمكن ان يشملهم الشعور بها فى وقت واحد ، لان ما يعنيه هو ان تشمل اللذة اكبر عدد ممكن من الافراد ، فالبحث عن لذة الاخرين عند بنثام هو احسن وسيلة لاعانة الفرد على تحقيق اكبر قسط من اللذة ، فالمنفعة الشخصية مرتبطه بالمنفعة العامة ، لان الفرد عاجز عن الوصول الى ما هو نافع له من غير الاجتماع بغيره والتضامن مع افراد المجتمع . بل انه

m2pack.biz