ونزعاته وميوله ويرفعه الى مجاهده غرائزه ، وانفعالاته ، ودوافعه الطبيعية ، ويتم ذلك بواسطة ( الضمير ) اذ انه فى صميمه ( ضرب من الرقابة على نشاطنا العادى التلقائى ) .
وفى تحليل بطلر للطبيعة البشرية والعناصر المكونة لها ، فانه يقسم هذه الطبيعة الى عناصر ثلاثه مؤلفة من : –
اولا – الاهواء والمشاعر والشهوات وهى الدوافع التى تظهر فى حالات الغضب والحسد والجوع . . . الخ ، وكل من هذه المشاعر يتجه الى الاشباع دون التفات الى نزوع غيره من الدوافع .
ثانيا – هناك باعثان اخران هما : حب اللذات وينزع لتحقيق الخير لصاحبه ، والايثار او الاريحية التى تهدف الى تحقيق سعادة الاخرين .
ثالثا – الضمير وهو المبدأ الاسمى الذى يسود باقى العناصر . والضمير ملكة عليا مغروسة فى طبائع البشر ، وهو واحد فى الناس جميعا وملزم لهم اذ لا يهديهم فقط للطريق السوى ، بل يلزمهم على ذلك ايضا . وله وظيفتان .
الاولى : التروى والتبصر عند تقييم الافعال الانسانية ، والتمييز بين الخير والشر والنافع والضار ، وهو يتريث حتى يعرف بواعث الافعال وملابستها فيتسطيع التمييز بين تصرف المعتوه وتصرف العاقل ، وسلوك الراشد وسلوك الطفل ، كما انه لا يغفل فى احكامة مسألة الجزاء والاستحقاق .