ونحوسه يرد عليه من النكبات والنوائب وانواع المحن والمصائب مايرد علي غيره .
الا أنه يذعرمنها ولايلحقه مايلحق غيره من المشقه في إحتمالها لأنه غير مستعد لسرعه الانفصال منها بعاده الهلع والجوع والأحزان ولا قابل أثر الهموم والأحزان لأحوال العارضه ، وإن إصابته من هذه الآلام فهو يقدر علي ضبط نفسه كيلا تنقله عن السعادة إلي ضدها بل لا تخرجه عن حد السعاده ألبتة . ولو ابتلي ببلايا أيوب عليه السلام واضعافها ما أخرجه عن حد السعادة ، وذلك لما يجد نفسه من المحافظه علي شروط الشجاعه والصبر علي ما يكون منه أصحاب خور الطباع ، فيكون سروره أولا بذاته والأحاديث الجميله التي تنتشر عنه ، ويروي أن القاتل الذي يدعي الشطاره والمصارع الذي يهوي الغابه كل واحد منها يصبر علي شدائد عظيمه من تقطيع اعضاء نفسه وترك الشهوات التي يتمكن منها طلبا لما يحصل له من الغابه وانتشار الصيت ، فيري نفسه ، وترك الشهوات التي يتمكن منها طلبا لما يحصل له من الغلبه وانتشار الصيت ، فيري نفسه أخري وتولي منهما بالصبر إذا كان غرضه اشرف وصيته في الفضلاء أبلغ واشهر واكرم ولأنه ( يسعد في نفسه ثم يصبر قدوه لغيره وأرسطو طاليس يقول : أن بعض الاشياء تعرض من سوء البخت بما يكون فيه دلاله علي كبر نفسه وعظم همته . ومن لم يكن سعيد ولا سببت له رئاسه بهذه الصناعه الشريفه من تهذيب والأخلاق فأنه سينفعل انفعالا قويا فيعرض له عند حلول المصائب أحدي الحالتين : إما الاضطراب الفاحش والالم الشديد والخروج بها إلي الحد الذي يرثي