ابن مسكويه 277 من 297

ابن مسكويه

 

او مره أخري شقيا .

ومن المنكر أن لاتكون أمور الأولاد متصله بالوالدين ف وقت من الاوقات .

ولكن ينبغي أن نعود إلي ماكان الشك واقعا فيه : فهذا الشك الذي أورده أرسطو  طاليس علي نفسه ف هذا الموضع هوا شك من يعتقد أن للانسان بعد موته أحوالا وانه يتصل به لامحاله من امور أولاده واولاد اولاده احوال مختلفه بحسب أخلاق سير الأولاد .

فكيف تقول ليت شعري ف الانسان اذا مات سعيدا ثم لحقه من شقا بعد أولاده  او سوء سيره من يحيا من نسله مايكون ضد سيرته وهي حي فإنه أن غير سعادته كان هذا شنيعا وإن لم يلحقه ايضا بشئ من ذلك كان ايضا شنيعا .

ثم ارسطو طاليس يحل هذا الشك بأنه يقول ماهذا معناه : أن سيره الانسان ينبغي ان تكون سيره محموده ﻷنه يختار ف كل مايعرض له أفضل الاعمال من الصبر مره ومن اختيار الافضل فالافضل مره .

ومن التصرف ف الاموال إذا اتسع فيها وحسن التجمل إذا عدمها ليكون سعيدا ف جميع احواله غير متنقل عن السعاده بوجه من الوجوه .

فالسعيد آذا ورد عليه نحس عظيم جعل سيرته اكثر سعاده لأنه يداريه مداراه جميله ويصبر علي الشدائد صبرا حسنا.ومتي لم يفعل ذلك كدر سعادتها ونغصها وجب له احزانا وغموما تعوقه عن أفعاله كثيره.والجميل إذا ظهر من السعداء ف هذه الاحوال والافعال كان أشد إشراقا وحسنا،وذلك إذا إحتمل ماكبر وعظم من المصائب احتمالا سهلا بعد أن لايكون ذلك لالعدم حسه ولا لنقصان فهمه بالامور بل لشهامته وكبر نفسه قال : إذا كانت الافعال هي ملاك السيره كما قلنا فليس يكون أحد من السعداء شقيا لانه ليس يفعل ف وقت من الاوقات أفعالا مرذوله . فإذا كان هكذافالسعيد أبدا يكون مغبوطا وإن

m2pack.biz