النسب الآخر في الأمور الكثيرة التي تلابسها لأنها عائده إليها وغير خارجه عنها فنقول .
14 – الامام العادل :
قال مسكويه : الامام العادل الحاكم بالسويه يبطل هذه الأنواع ، ويخلف صاحب الشريعة في حفظ المساواة ، فهو لايعطي ذاته من الخيرات أكثر مما يعطي غيره .
ولذلك قيل في الخبر أن الخلافة تطهر الإنسان .
قال : فأما العامه فإنها تؤهل المرتبه الامامه التي هي الخلافة العامه بما ذكرناها .
من كان شريفا في حسبه ونسبه وبعضهم يؤهل لذلك من كان كثيرالمال .
وأما العقلاء فإنهم يؤهلون لذلك من كان حكيما فاضلا فإن الحكمه والفضيلة هي التي تعطي الرياسات والسيادات الحقيقة،وهي التي رتبت الثاني والأول في مرتبتيهما وفضلهما .
15 – اسباب المصراتي :
قال مسكويه : أسباب المضرات كلها تتفنن إلي اربعه انواع .
احدهما الشهوة والرداءة التابعة لها ، والثاني الشرارة والجور التابع لها والثالث الخطأ ،ويتبعه الحزن ،والرابع الشقاء .
أما الشقاء فإنها تحمل الإنسان علي الاضرار بغيره إلا أنه لا يكون مؤثرا له ولا متلذا به ، ولكنه يفعله ليصل به إلي شهوته ، وربما كان متألما به كارها له إلا أن قوة الشهوة تحمله على ارتكاب ما يرتكبه .
واما الشرير فإنه يتعمد الاضرار بغيره على سبيل الايثار له والالتذاذ به .
كمن يسعي إلي السلطان .
ويحمله على إزالة نعمة لا يصل إليه منها شئ ولكن يتلذ بالمكروه