ابن مسكويه 281 من 297

 

ابن مسكويه

وأشبهها بالوحدة .

وأعني بذلك أن الوحدة هي التي لها الشرف الاعلي والتبة القصوي .

وكل كثرة لا يضبطها معني يوحدها فلا قوام لها ولا ثبات  .

والزيادة والنقصان والكثرة والقلة هي التي تفسد الاشياء أذا لم يكن بينها مناسبة وتحفظ عليها الاعتدال بوجه ما .

فالاعتدال هو الذي يرد اليها ظل الوحدة ومعناها .

وهو الذي يلبسها شرف الوحدة ويزيل عنها رذيلة الكثرة والتفاوت والاضطراب الذي لا يحد ولا يضبط بالمساواة التي هي خليفة الوحدة في جميع الكثرات واشتقاق هذا الاسم يدلك علي معناه وذلك أن العدل في الاعمال والاعتدال في الاثقال والعدالة في الافعال مشتقة من معني المساواة والمساواة هي أشرف النسب المذكورة في صناعة الارثماطيقي ، ولذلك لا تنقسم  ولا يوجد لها انواع وإنما هي وحدة في معناها أول ظل للوحدة .

فإذا لم نجد المساواة التي هي المثل بالحقيقة في الكثرة عدلنا الي النسب المذكوره التي تنحل اليها وتعود الي حقيقتها  ..

وذلك إنا حينئذ نضطر الي ان نقول نسبة هذا الي هذا كنسبة هذا الي هذا ،ولذلك لا توجد النسبة الا بين أربعة أو ثلاثة يتكرر فيها الوسط فتصير أيضا أربعة والنسبة الاولي تسمي منفصلة ، والثانية تسمي متصلة.ومثال الاولي أ ب ج د فتقول نسبة ( أ ) الي ( ب ) كنسبة ( ج ) الي ( د ) ومثال الثانية ان نأخذ الباء مشتركا فنقول وهي النسبة العددية والنسبة المساحية والنسبة التأليفية وجميع ذلك مبين مشروح في المختصر الذي عملناه في صناعة العدد .

وأما سائر النسب فراجعة اليها ولذلك عظمها الاوائل واستخرجوا بها العلوم الجمة الشريفة ولما كانت نسبة المساواة غريزة ﻷنها نظيرة الوحدة عدلنا الي حفظ هذه

m2pack.biz