وحمدهم في بذل المعروف لا في جميع المال فالخير لايكرم المال ولا يجمعه لذاته بل ليصرفه في وجوهه التي يكتسب بها المحبات والمحامد ومن خاصه الخير ان لتيكون كثير المال لانه منفق ولايكون ايضا فقيرا لانه كسوب من حيث ينبغي وهو غير متكاسل عن الكسب ألبته لانه بالمال يصل الي فضيله الخيريه ولذلك لايضيع المال ولا يستعمل فيه التبذير ولايشح ايضا فلا يستعمل التقتير فكل خير عادل وليس كل عادل خيرا .
19 – مسأله عويضه اولي
قال : في هذا الموضع مساله عويضه سال عنها الحكماء انفسهم واجابوا عنها بجواب مقنع ويمكن ان يجاب فيها بجواب اخر اشد اقناعا ويجب ان نذكر الجميع وهو : إن لشاك ان يشك فيقول اذا كانت العداله فعلا اختياريا يتعاطاه العادل ويقصد به تحصيل الفضيله لنفسه والمحمده من الناس فيجب ان يكون الجور فعلا اختياريا يتعاطاه الجائر ويقصد به تحصيل الرذيله لنفسه ومذمه الناس ، ومن القبيح الشنيع ان يظن بالانسان العاقل انه يقصد الاضرار بنفسه بعد الروايه وعلي سبيل الاختيار .
ثم اجابوا عن ذلك وحلوا هذا الشك بان قالوا : ان من ارتكب فعلا يؤديه الي ضرر او عذاب فانه يكون ظالما لنفسه وضارا لها من حيث يقدر انه ينفعها وذلك لسوء اختياره وترك مشاوره العقل فيه مثال ذلك الحسد فانه ربما جني علي نفسه لا علي سبيل ايثار الاضرار بها لانه يظن انه ينفعها في العاجل بالاخلاص من الاذي الذي يلحقه من الحسد .
هذا جواب القوم واما