10- في أنه تعالي وتقدس أزلي:
قد كنابينا أن الوجود ذاتي للمبدع الأول ، وأنه واجب الوجود وهذه حال الأزلي .
ونقول بوجه آخر :
أن المحرك الاول ليس يتحرك ، وكل متحرك متكون محدث .
فما ليس بمحدث فهو غير متكون ، لأن التكون لايكون إلابحركه، وما لم يكن متكوتا فليس بمحدث ، فلا أول له، فهو أزلي .
ويمكن أن ننظم مقدمات هذا القياس علي النحو الذي نظمناه من القياس الاول سواء .
وإذا أمعن الأنسان النظر ، فيما قدمناه ، ووفاه قسطه من الاستقصاء والرويه ، ظهر له شي واحد منفرد بذاته ، بري من كل ماده تظهر، فلو من كل كثرة تشرب وحدانيته بنوع من الانواع ( و ) علي وجه من الوحده لايشبه شيئا من جميع مايلحقه التصفح والتأمل .
إلا أنه لا يجد بدأ من وصفه والاشاره إليه ، فيضطر إلي استعمال الألفاظ البشريه بالالات اللحميه ، فيستعد الصفات التي يجدها في المبدعات التي ألفها وعرفها ، إذ لاسبيل إلي غير ذلك.
فأحسن حينئذ والاشبه أن يستعمل أحسن مايقدر عليه من الالفاظ.
وذلك أنه إذا وجد لفظتين متقابلتين ، وجج عليه أن يختار أحسنهما ، ويطلقه علي ذلك الشيء الشريف المتعالي عن كل اسم وصفته ، كالموجود والمعدوم ، وكالقادر والماجز، وكالعالم والجاهل وسائر الالفاظ المتقابله التي تشبه هذه .
وينبغي له ، مع ذلك ، ان يتحري ، فلا يطلق إلاما أطلقته الشريعه وتعارفته الامه وجرت به العاده .
ويجب