ماديا. ذلك ان شعار الحواس هو : كل مادي مدرك وماليس ماديا اي ماليس محسوسا بعضه من اعضاء الحس فلا وجود له . معني هذا ان الحواس ليس من شأنها إدراك الكلي . ليس من شأنها إدراك المعقول الخاص ، ليس من سلطتها التميز بين الصفات الموضوعيه وبين الصفات الثانويه او العارضه.ولهذا لو اقتصرنا علي الحس من ادراك كل شي لكنا من الجاحدين الكافرين بغير الوجود المادي.
ثم إننا ندرك بحق ان العلم ليس علما بالجزئي ولكن العلم علم بالكلي . ولهذا ينبغي ان نتجاوز هذه الدرجه من المعرفه الحسيه صاعدين منها الي الدرجه التاليه درجه العقل ولتعقل.
يقول مسكويه : ( واما المعقولات فإنها ثانيه أبدا ……. ) إلخ .
هنا نجد ان مسكويه بعد ان خلص من الحديث عن المعرفه الحسيه وانتهي منها ، بدا بذكر اهميه المعرفه العقليه وما تمتاز به عن المعرفه الحسية .
فهو يري ان الكلي ثابت غير متحرك ……. لا ينتقل من مكان إلي آخر ، غير متغير ، لأن الكلي لا يسلب منه شئ ولا يضاف اليه شئ آخر . إنه عال علي الزمان وعال علي المكان …… ولهذا ةأتي أهميه إدراك الكلي، تأتي أهميه إدراك الوجود العقلي في الشي ، إدراك اللب إدراك الماهيه ، إدراك الخصائص الذاتيه التي يشترك بها الموجود مع غيره من المو جودات الأخري .
ويري مسكويه ان الوجود الكلي هذا ، نظرا لعلوه علي الكان ، ومن ثم علي الزمان فانه خالد باق ولما كان هذا المعقول كذلك فإن
