اتخاذ قرارات مالية حكيمة والفجوة بين الطموح والإمكانيات الواقعية

اتخاذ قرارات مالية حكيمة والفجوة بين الطموح والإمكانيات الواقعية

اتخاذ قرارات مالية حكيمة والفجوة بين الطموح والإمكانيات الواقعية
اتخاذ قرارات مالية حكيمة والفجوة بين الطموح والإمكانيات الواقعية

هل وجدت نفسك ذات مرة تفعل شيئًا ما، كان ينبغي عليك أن لا تفعله، مثل تناول قطعة ثالثة من الكعك بالرغم من أنك تريد أن تفقد وزنك؟ إن ذلك هو ما يمكن تسميته بفجوة السلوك، وهو يمثل فجوة أو فراغ بين ما نعلم أنه ينبغي علينا أن نفعله وبين الذي نقوم به بالفعل؛ أي بين الطموح والإمكانيات الواقعية. ترتبط تلك الظاهرة برغبتنا الفطرية في تجنب الألم والبحث عن اللذة، مما يدفعنا للتصرف بشكل غير واعي. وأحد آثار ذلك هو أننا عادة ما نتبنى عقلية القطيع، حيث نتصرف مثل من حولنا تمامًا بدون التأني لصنع قرارات مالية حكيمة أو حتى قرارات غير مالية؛ ذلك لأننا نفترض أن الأمر سيكون أكثر أمانًا بالنسبة لنا عندما نفعل ما يفعله الآخرون.
انظر على سبيل المثال إلى انتشار ما تمت تسميته بفقاعة تكنولوجيا المعلومات أو فقاعة دوت-كوم في التسعينات. وقد بدا حينها أن الجميع يجني أرباحًا هائلة من الاستثمار في ذلك، حتى الأفراد العاديون قد شرعوا في اقتراض الأموال مقابل الأصول العقارية الخاصة بهم، وانتهوا بالاستثمار في أسهم تقدر ب 44 مليار دولار. وعندما خسرت تلك الأسهم في بورصة نازداك نصف قيمتها فقد خسر الناس استثماراتهم ووجدوا أنفسهم غارقين في الديون. وتنتج تلك المواقف فجوة سلوكية؛ فبدلًا من أن يتصرف الناس بعقلانية، واتخاذ قرارات مالية حكيمة فإنهم يتصرفون وفقًا للعواطف والانفعال بما هو سائد ومنتشر وهو ما يحرك قراراتهم المالية.
ولكي تعالج تلك الفجوة وتملأ فراغها قم بالتفكير فيما هو أعمق من الموضة أو الصيحة السائدة في أيامنا هذه، وتذكر أحداث الماضي المثيرة للعجب مثل انهيار فقاعة الإنترنت وفقاعة قروض الإسكان وأزمة ديون عام 2008. توضح لنا تلك الحوادث ضرورة التركيز على أهمية الاستثمار الرشيد دون أن تقع في خدعة النجاح والازدهار المؤقتة. إن تذكر تلك الحوادث سوف يساعدك على إغلاق الفجوة السلوكية. ولكي تصنع قرارات مالية حكيمة ينبغي عليك أن تتجنب الثقة الزائدة. ففي التسعينيات قام بعض الفائزين بجائزة نوبل بإدارة صندوق وقائي من رأس مال طويل الأجل، ونتيجة لتلك الثقة الزائدة فإن مجلس إدارة الشركة كان يجزم بعدم إمكانية خسارة المؤسسة نهائيًا بأكثر من 25 مليون دولار؛ وفي يومًا ما فإن الشركة قد خسرت 553 مليون دولار، ومع الوقت وجب خروج الشركة بضمان من بنك الاحتياط الاتحادي (الفيدرالي). لا يمكننا إذن أن نتوقع المستقبل، يمكننا فقط التحكم في سلوكنا الخاص.

m2pack.biz