اختراقات «ياهو» قد تطيح بأسهم الشركة في الأسواق العالمية

اختراقات «ياهو» قد تطيح بأسهم الشركة في الأسواق العالمية

اختراقات «ياهو» قد تطيح بأسهم الشركة في الأسواق العالمية

أكد ل “الاقتصادية” مختصون، أن اختراقات شبكة ياهو للبريد الإلكتروني التي نفذها مجموعة من القراصنة الإلكترونيين وطالت معلومات أكثر من 500 مليون مستخدم حول العالم، يعد مؤشر خطر على تداولاتها في الأسواق العالمية. وقال المختص الاقتصادي فضل البوعينين، “إن عمليات الاختراق الإلكتروني ممكنة في جميع الأحوال ومهما كانت الاحتياطات الأمنية وجدار الحماية المستخدم قويا، إلا أن المخترقين قادرون على أن يكونوا أكثر كفاءة وذكاء من تلك الاحتياطات الخاصة بالحماية، ومن هنا، فإن اختراق “ياهو” ما هو إلا تأكيد على القدرة الفائقة للاختراقات الإلكترونية، وهذا يذكر بالاختراقات التي طالت وزارة الدفاع الأمريكية وبعض وكالات الاستخبارات العالمية، فكل هذا يؤكد إمكانية الاختراقات وحدوثها”.
وتابع “اختراق شركة ياهو يحتمل أكثر من جانب، الأول هو التحصل على البيانات والمعلومات الموجودة داخل الحسابات التي تم الكشف عنها، التي ربما تكون معلومات مالية مهمة أو معلومات مصرفية، إضافة إلى بعض المعلومات المرتبطة بجوانب أخرى ترتبط بالنزاعات الحاصلة بين قطبي العالم اليوم، وبالتالي كانت هناك تلميحات من شركة ياهو إلى أن الاختراق حصل من قبل دولة وليس أفراد أو مجموعة من المخترقين الهواة، وهذا يبين أن الاختراق كان على مستوى عال من الكفاءة، ما يوحي بأن الهدف ليس الاختراق فحسب كما يحدث في الغالب، بل إن الهدف هو انتقاء معلومات خاصة ودقيقة قد تتم الاستفادة منها مستقبلا”.
وحول الجانب الاقتصادي أشار البوعينين إلى أن ما حدث من اختراق للأنظمة هز الثقة بالحماية التي كانت تتوافر من خلال المواقع الإلكترونية مقارنة بالتعاملات التقليدية، خاصة من قبل المستخدمين الذين يعتمدون عليها في تعاملاتهم المالية والاقتصادية، أما الجانب الآخر فسيؤثر هذا بلا شك في قيمة شركة ياهو في السوق وفي سهمها، فكل هذه الأمور تؤثر سلبا في الشركة وقد يحدث تأثر سلبي أيضا في الاستثمارات في شركة ياهو.
وأضاف، “أما الجانب الثالث فهو الجانب الدولي والاقتصادي العالمي، فما حدث يؤكد أن الاقتصاد العالمي الذي يعتمد على التعاملات الرقمية في التحويلات والمعاملات المالية قد يعاني خطرا دائما بسبب اعتماده على التعاملات الإلكترونية، حيث إن ذلك قد يمكن أي دولة معادية متطورة في الجانب التقني من تعطيل هذه التبادلات العالمية وبالتالي تؤثر سلبا في الأسواق المالية التي تعتمد اعتمادا كليا على التعاملات الرقمية في تداولاتها، مثل أسواق الأسهم على سبيل المثال”.
وتابع “الإعلان الأول أو ما يسمى “إعلان الصدمة” لم يكشف عن مضامين الاختراق وآثاره السلبية، وإذا تم الكشف عن الآثار السلبية للاختراق فستكون ردة الفعل أقوى، ومن وجهة نظر شخصية فردة الفعل الآن ضعيفة، لكن لو تم تسريب بعض المعلومات التي تم الاستيلاء عليها فلربما يحدث ذلك أثرا أكبر، وهذا قد يضغط على المستثمرين في أسهم الشركة اليوم للتخلي عن أسهمهم، فالمستثمر الحذق لا يرغب في إبقاء سهم تدور حوله الشبهات والمخاطر دون أن يتصرف، وبالتالي أرجح أن يتخذ البعض قرار التخلي عن جزء الأسهم ولو مؤقتا حتى تنكشف الصورة بما يساعد على اتخاذ القرار السليم، أما اليوم فالقرار ما زال ضبابيا، وكل قرار يتخذ اليوم هو قرار تحوط أكثر من كونه قرارا استثماريا ناجحا”.
من جانبه، قال مختص أمن المعلومات محمد السريعي، “إن عديدا من الشركات خاصة شركة ياهو تحولت إلى منصة ليقوم المخترقون بتجربة برمجياتهم وأدواتهم المخصصة لاختراق الأنظمة عليها، وذلك بسبب الضعف الواضح في الأنظمة الأمنية الخاصة بشركة ياهو مقارنة بالشركات التقنية الأخرى”.
وتابع “من الملاحظ خلال السنوات الماضية أن شركة ياهو كانت أكثر الشركات فشلا في الاختبارات الخاصة بأنظمة حمايتها، حتى وصل الأمر إلى اختراقها من قبل بعض الهواة، عادة ما تقوم كافة الشركات بعرض مبالغ مالية لمن يقومون باكتشاف الثغرات ويساعدون الشركة على سدها، إلا أنه من الواضح أن شركة ياهو بعيدة كل البعد عن هذه الوسائل التي من شأنها رفع المعايير الأمنية لأنظمة الشركة، وهذا مؤشر خطير يسهم في خفض ثقة المستخدمين بالبريد الإلكتروني والحسابات في شركة ياهو، التي أصبحت منصة بريد إلكتروني غير آمنة بالنسبة إلى المستخدمين، فأهمية البريد الإلكتروني تزيد يوما بعد يوم وذلك بسبب أن البريد الإلكتروني هو المسؤول أو المعرف الخاص بكافة حسابات المستخدمين في الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام فضلا عن حسابات المستخدمين المالية والمصرفية”.
من ناحيته، قال الدكتور خالد الذوادي نائب رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في غرفة الشرقية، “إن عدد الحسابات المخترقة الذي بلغ 500 مليون حساب كبير جدا، وهذا يمثل خطرا على المستخدمين الذين تم الكشف عن تفاصيل حساباتهم، ودليلا على ضعف حماية الشركة لأنظمتها”.
فيما توقع أن السبب في ذلك هو موجة النزاعات الداخلية للشركة بعد بيع الشركة، والاستقالات الكثيرة التي طالت موظفي الشركة، لافتاً إلى أن كيانا بحجم شركة ياهو من المفترض أن يمتلك معايير عالية جدا لتأمين بيانات مستخدميها.
وتابع “يجب على المستخدمين في الوقت الحالي تغيير كلمات المرور الخاصة بهم وعدم حفظ البيانات والمعلومات الحساسة مثل المعلومات المالية والمصرفية، والمحاولة قدر الإمكان استخدام آلية الدخول ذات الخطوتين أو المعرفيين، بحيث تكون هناك وسائل متعددة لحماية الدخول إل البريد الإلكتروني، وذلك عبر كتابة كلمة المرور وبعد ذلك سيصل رمز خاص على هاتف المستخدم للتأكد من هويته وأنه هو الشخص المصرح له بالدخول إلى البريد الإلكتروني، لكن ما يعوق ذلك هو أن بعض مشغلي الاتصالات المحليين لا يوفرون هذه الخدمة ويعتبرون الرسائل النصية المجانية التي تأتي من هذه الشركات والمواقع الخارجية رسائل دعائية أو رسائل مزعجة”.
وبالحديث عن الأضرار الاقتصادية حول الاختراق الذي طال شركة ياهو، قال المختص الاقتصادي نائل الجوابرة “إن المستثمرين ابتعدوا ابتعادا جزئيا عن تعاملات شركة ياهو في الأسواق المالية لأن ما حدث هز صورة الشركة أمام المستثمرين حيث إنها لم تستطع تأمين بياناتها، وهذا سبب ضررا للشركة حيث خسرت مبالغ مالية كبيرة وتم بيع الأسهم بشكل كبير بسبب ما حدث، أما من حيث الأفراد فقد ابتعدوا عن التعاملات مع شركة ياهو بسبب أن بياناتهم لم تعد آمنة مع إمكانية المس بمعلوماتهم في أي وقت من قبل المخترقين”.

m2pack.biz