استخدام الشغف في الكسب والتجارة

استخدام الشغف في الكسب والتجارة

استخدام الشغف في الكسب والتجارة

في عالمنا الآن وعصرنا الحديث صار لكل شيءٍ ثمن، ولم تترك التجارة ولا المال الفرصة لأي شغفٍ أو مدخلٍ للإنسان إلا ودخلت منه، في الواقع ليس في عالمنا الحديث فحسب وإنما منذ قديم الزمن شغف الإنسان بعلوم الغيب ما بين الكائنة داخله وفي شخصيته أو المنتظرة في ظلام مستقبله، واختلطت الفراسة وقراءة الشخصية كثيرًا بالتنجيم وبدأت الموهبة الحقيقية في الاختفاء ليحل محلها الذكاء والبراعة لإقناع الزبون وجذبه واستنزاف أمواله برضاه، وكثيرٌ من هؤلاء كان الغش والخداع بذكاءٍ سر نجاحهم وتألقهم، والذكاء في جعل الناس يسمعون ما يريدون سماعه وما أتوا من أجله.
لماذا هذا الشغف؟
الإنسان منذ خلقه أُعطي العقل المفكر والمتسائل، وهذا العقل كان شغوفًا بمعرفة كل ما يجهله ويطرح الأسئلة تلو الأخرى عن كل شيء، فإن وجد إجابةً خرج له من باطنها سؤالٌ آخر وإن لم يجد إجابةً تراكمت عليه الأسئلة فيأخذ في البحث والتنقيب وراءها لعله يجد طرف الخيط الذي يذهب به إلى الحقيقة الخالصة، الغموض من أكثر الأشياء التي تحير الإنسان وتثيره وتستفز رغبته في البحث لكنه يقبل أحيانًا فكرة غموض ما حوله أو أن يكتنف الغموض شيئًا خارجه، لكن أكثر ما قد يثيره هو أن يكون الغموض كائنًا وقابعًا في داخله متمثلًا فيه وفي شخصيته ومن هنا بدأت قراءة الشخصية وهوسها، لأنها تساعده على فهم نفسه وتطويرها وتحسينها والتعامل معها وتزكية الصالح فيها وتحجيم السيء منها، وعلمه بها وإحاطته بجوانبها تشعره بالأمان وبوجود خط دفاعٍ وأرضٍ ثابتةٍ يعود إليها ليرتب أوراقه وينظم نفسه ثم يخرج منها إلى العالم الخارجي ليبدأ مسيرته فيه.

m2pack.biz