ذى المدخل الواحد ، المفتوح على شارع قصر الشوق ، وهذا الدرب الضيق كان على محدوديته ثريا ، مفعما بالحياة ، شريانا حيا من مئات مثلة تشكل تلك الشبكة المعقدة التى تعرفها باسم القاهرة القديمة .
كيف يتحدد الفرق بين موضع واخر؟
ما الفرق بين شارع المعرز وشارع البطل احمد عبد العزيز فى مدينة المهندسين؟
معيار الفر هنا العتاقة ، العتاقة هنا ناتجة عن تراكم جرى عبر ازمنة طويلة توالت ومرت وخلفت وراءها اثارا ، بضعها منظور ويتمثل غير مرئى ، لا يمكن تعيينه الا بصعوبة ، والحديث فى ذلك يطول ، لكن اهم ركائز العتاقة ثلاثة مكونات : المكان ، الزمان ، البشر .
فى حارة درب الطبلاوى تتجاوز المبانى ، بعضها حديث نسبيا ، والاخر قديم ، لماذا نقول هذ الحديث! وهذا قديم؟ الامر يرجع الى تلك المكونات ، يقدر توالى الجهد الانسانى وانفاس البشر على موضع بعينة تكون القيمة العتاقة ، وبقد ما كان يكون المكان عتيقا بقدر ما يعتبر مركزا من مراكز الذاكرة ، من هنا كان المسافر خانة مركز لذاكرة درب الطبلاوى ، واحد المراكز المكونة لعتاقة القاهرة الفاطمية . لم تكن نعرف من المسافر الا اسوارة ، اسوار مرتفعة ، لون رمادى قاتم كسا الحجر الذى كان فى الاصل ابيض منحوتا ، وبالتالى كان الدخل كله محجوبا عن الابصار ، بل ان المدخل ذاته كان متوازيا ، اذا لا يفتح الباب على الطريق مباشرة ، انما ينتهى السور العالى بزواية قصيرة نعرج معها فنجد انفسنا فى مواجهة البداية التى تقضى الى مدخل يعد فسيحا نسبيا لكنه لا