استعادة المسافر خانة ( 3 – 6 )

استعادة المسافر خانة ( 3 - 6 )
استعادة المسافر خانة ( 3 – 6 )

يؤدى بنا الى مركز البناء ، لا يسفر عما بداخله ، وهذا ملمح اساسى فى تصميم جميع البيوت القاهرية القديمة . اذا يضع المصمم فى اعتباره ان يحجبب ، فاذا كان البناء قصرا او بيتا متوسطا ارتفعت الجدران ، وتعامدت المداخل واذا كان البناء ريعا فقيرا ، او حوشا افقر ن فان النوافذ تكون فى اعلى الجدران قرب السقف حتى لا يجرح احد البيت ، ولنتامل معا هذا التعبير القاهرى بالغ الدلالة المستعد من الجرح فالنظر يجرح والجرح مؤلم .

لم يكن احد يمكنه التطلع الى المسافر خانه من الخارج وادراك مكوناتها لابد من الدخول لابد من الولوج ولكى يتم هذا لابد ان تكون ثمة علاقة ولان البناء كان مهجورا خاليا فى هذا القرن فلم يكن ممكنا للسكان فى الدرب الا اقامة علاقة مع الذكرى ، مع الحيوات التى كانت واختفت ولان التفاصيل لم تكن معروفة لذلك ينشط الخيال وتتوالد التفاصيل والحكايات ويصبح المكان مصدرا لاثارة الخيال وهذا شان المبانى القديمة فى القاهرة كلها .

ان البشر اقامتهم مؤقتى كلهم عابرون وملامحهم تختفى مع الزمن نحن نعرف ان محمود نحرم شهيندر تجار القاهرة هو الذى شيد هذه الديار الجميلة ولكننا لا نعرف ملامحه او تفاصيل حياته ما البال اذن بعشرات بل مئات المجهولين الذين اقاموا فى المسافر خانه عبر عصورها التى توالت عليه او عبرها هذا البناء من خدم وعمال وحراس وزوجات وابناء فى مراحل العمر المختلفة.

ما مر بهم من ذكريات ومشاعر وما جرى بينهم من حوارات ومجادلات وهؤلاء البناؤون الذين اقاموا تلك الجدران وشذبوا احجارها ، وتلك النقوش على الخشب .

m2pack.biz