وهذه الخطوط يشكل هذا كله ذاكرة المكان ، ذاكرة الموضع ويخطئ من يظن ان البشر الفانين الراحلين يمضون فلا يتركون اثارا او مايشير الى وجودهم .
صحيح ان هذه الاثار قد لا يمكن رصدها بالحواس ولكن البشر المتعاقبين على موضع ما يتركون ما يتراكم مع الزمن ويشير اليهم ويدل او ما يدرك بالمخيلة يصبحون جزءا من الذاكرة العميقة .
كان المسافر خانه ركنا ركينا فى درب الطبلاوى ، وباختفاء القصر فقد الدرب جزءا رئيسيا من ذاكرته وفقدت القاهرة القديمة مركزا للاشماع وبث الخصوصية فهل نحن فى مواجهة زمن يشهد مجموعة من الاحداث تستهدف تفريغ القاهرة من مضمونها الروحى والغاء ذاكرتها خدمة وتنفيذا الدواعى العولمة ، يتم هذا المرة باسم التطوير ومرة بالحريق ؟
الج باب المسافر خانه المفتوح على درب الطبلاوى واعتدت الدخول منه انعطف الى اليسار بمجرد الدخول يستسلم المرء للبناء اقسامه تبدو متصلة السقف مغطى بالخشب او مصنوع منه تختلف الزخرفة من موضع الى اخر ثمة مساحات تنفذ مباشرة الى السماء مصددر الضوء والاشعاع الى اليمين قاعة المجد احدى اجمل القاعات فى البيوت العربية قاطية سقف من الخشب وزخارفه ، تكوينات بديعة تستوحى الكون من مجرات وافلاك سابحة ونجوم ، فى الوسط ثمة مركز ، لابد لكل بناء من مركز ولكل وحدة زخرفية من مركز العين تسرح على الجدران والمشربيات ومقاعد الرخام الملتصقة بالجدران وموائد الرخام الملون ( الابيض والاسود الاحمر ) والتى كان الطعام يوضع فوقها وفى الاسفل جمرات الفحم مشتعلة حتى يحتفظ المرق واللحم المطبوخ ، والحلوى من كل صنف بدرجة السخونة التى تجعله مقبولا ترحل العين الى النافورة