الأطر العقلية: ما نعرفه بالفعل

الأطر العقلية: ما نعرفه بالفعل

2 من أصل 3

فقرة 2
الأطر العقلية: ما نعرفه بالفعل

ثبتت صعوبة استرجاع هذه الفقرة النصية بالنسبة إلى المشاركين، حتى لو قُدم العنوان بعد قراءة الفقرة. اكتشف برانسفورد وجونسون أنه فقط عندما قُدم العنوان («غسيل الملابس») «قبل» النص، تحسن الاسترجاع اللاحق. عندما قُدم العنوان سلفاً، أصبحت الفقرة ذات معنى أوضح، وتضاعف أداء الاسترجاع. كان التفسير المقدم حول هذه النتائج كالتالي: تقديم العنوان سلفاً (١) أوضح ما تدور حوله الفقرة، و(٢) أملح بإطار عقلي مألوف، و(٣) ساعد الأفراد في فهم التصريحات المقدمة. لذا يبدو أن تقديم سياق له معنى يحسن الذاكرة.

ومع هذا، فمن الممكن التذكر دون فهم، خصوصاً مع تقديم مساعدات إضافية، مثل تقديم المعلومات لإثباتها باستخدام اختبار التعرف (انظر الفصل الثالث). أوضح ألبا وزملاؤه أنه على الرغم من أن «استرجاع» فقرة «غسيل الملابس» (المشار إليها في الجزء السابق) تحسن كثيراً عندما عرف العنوان مقدماً، فإن «التعرف» على جمل من الفقرة كان متساوياً، سواء بالعنوان أو دونه. فاستخلص ألبا وزملاؤه أن تقديم العنوان أتاح للمشاركين دمج الجمل في وحدة أكثر ترابطاً؛ مما أفاد الاسترجاع، ولكن هذا أثَّر فقط على الروابط بين الجمل، وليس على تشفري الجمل نفسها (ولهذا كان أداء التعرف على مادة النص محفوظاً بوضوح، دون تقديم العنوان).

يوضح البحث الذي أجري بفقرة «غسيل الملابس» كيف تساعدنا معرفتنا السابقة في تذكر المعلومات. وقدم باور ووينزينز وزملاؤهما مثالاً آخر: فقد طلبوا من المشاركين حفظ مجموعة كلمات قُدمت إليهم إما (١) عشوائياً أو (٢) في تسلسل منظم. واكتشف هؤلاء الباحثون أن تقديم الكلمات في تسلسلات ذات معنى قللت وقت الحفظ إلى ربع الوقت المطلوب لنفس الكلمات عندما كانت مرتبة بشكل عشوائي. وقد أبرز تنظيم التسلسل بوضوح الفروق الدقيقة في معاني الكلمات، وهو ما بدا أنه لا يبسط فقط حفظ القوائم، ولكنه يقدم أيضاً إطارا عمليًٍا يستطيع في ظله المشاركون تنظيم استرجاعهم اللاحق؛ وبالتالي فإن تنظيم مادة الذاكرة قد يعمل على تحسني «كل من»: (١) تعلم نفس المواد و(٢) استرجاعها.

 

 

 

m2pack.biz