الأعوام الأولى الحرجة (من عمر عام إلى ثلاثة أعوام) 4 من اصل 5
أن حتى تربية الأطفال من قبل والدين بديلين تساعد على تجنب الضرر الكيميائي الناتج عن الحرمان من الأم؛ فعند تمسيد الفئران الوليدة التي حُرمت من أمها بفرشاة مبللة (تحاكي لعق الأم لها) لدقيقة واحدة ثلاث مرات يوميًّا (هل تبدو كوصفة طبية؟) استطاع الباحثون إزالة معظم الضرر العصبي الناتج عادةً من الحرمان من الأم. بالإضافة إلى ذلك درست “ماري كارلسون” من كلية الطب بجامعة “هارفارد” أطفالًا رومانيين بعمر عامين إلى ثلاثة أعوام نشأوا في دور أيتام أو أُرسلوا إلى مراكز رعاية نهارية رديئة الجودة واكتشفت أن الأيتام لديهم معدلات مرتفعة ومستديمة من “الكورتيزول” وأن أطفال مراكز الرعاية النهارية كانت لديهم معدلات “كورتيزول” مرتفعة ارتفاعًا غير طبيعي خلال أيام الأسبوع؛ لكنها عادت لطبيعتها عند عودتهم للمنزل في العطلات الأسبوعية (صحيفة ” لوس أنجلوس تايمز ” عدد الثامن والعشرين من أكتوبر عام ١٩٩٧ صفحة ١أ). يرتبط ارتفاع معدلات “الكورتيزول” بتدمير الخلايا العصبية وبمشكلات التعلم والذاكرة على حد سواء.
ويستشهد “كريج رامي” وهو عالم نفسي بجامعة “ألاباما” في مدينة “برمنجهام” بأدلة على أن الأطفال المحرومين يستفيدون من المقررات التعليمية الثرية والبيئة المحبة فكان حاصل ذكاء الأطفال الذين تم تسجيل أسمائهم في مثل تلك البرامج التعليمية لمدة خمسة أيام أسبوعيًّا أعلى من معدلات ذكاء الأطفال الذين لم تتم مساعدتهم بخمس عشرة نقطة؛ لوحظ الفرق لأول مرة في عمر الثانية. علاوةً على ذلك اكتشف “بايرون إيجلاند” من مؤسسة تنمية الطفل التابعة لجامعة “مينيسوتا” في دراسة أجراها عام ١٩٧٥ على مائة وثمانين طفلًا معرضين للخطورة أن الأطفال المرتبطين بأمهاتهم بقوة في عمر العام كانوا أقل قابلية بكثير لإبداء مشكلات سلوكية وأكثر قابلية لتأسيس علاقات مستقرة في وقت لاحق من حياتهم كما اكتشف أيضًا أن الرضع الذين تعرضوا للإهمال من أمهاتهم قد انتهى بهم المطاف بأن أصبحوا عرضة للعنف بقدر الأطفال الذين تعرضوا لإساءة جسدية شديدة.